ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـلي قــاســـم: تعود إلينا« فصاحة» نبيل العربي بردود تحمل في طياتها قرائن الاتهام التي تلاحقه وهو يدفع عن نفسه ما سبق أن أكده..
كان بمقدور «العربي» أن يبقى صامتاً، بل ربما كان من الأفضل له أن يفعل، لأنه كلما تفاصح زاد الطين بلة، وخصوصاً حين يكون الحديث عن ميثاق الجامعة العربية، وما يقتضيه، ويزيد في الطنبور نغماً حين يتفوه عن اهتمام الجامعة في عهده «الميمون» بالقضية الفلسطينية.
المفجع إلى حدود غير مسبوقة أن الجامعة في عهده هذا لم تكتفِ بأوجاعها وآلام ما تواجهه من عثرات الترهل، بل إنه سجّلها ماركة حصرية باسم مشيخات الخليج، وباتت رهينة إرادة اسيادهم ، ورهن إشارتهم، لتكون منصة لاستهداف سورية، وقاعدة متقدمة ناطقة باسم الغربي والتركي وأخيراً الإسرائيلي.
هذه الجامعة، لم يعد على جدول أعمالها إلا الحدث السوري، واجتماعاتها العلنية على الأقل تثبت ذلك.
أما ما تخبئه أسرار الاجتماعات غير العلنية، ففيها الطامة الكبرى، وما هو أشد من هذا وذاك، لأنه حين يتذاكى في حديثه عن «إنجازات» الجامعة العربية يميط اللثام عما اقترفته يداه، وما خطته أصابعه من موافقات ذهبت بالجامعة إلى درك لم تصله في يوم من الأيام.
وثالثة الأثافي أن «العربي» الذي تتقاطع مفرداته مع الإسرائيلي في الرغبة والتوصيف والمصطلح لا يزال يصرّ على الدور ذاته وبكثير من الفجور السياسي، وتبريراته تبدو أكثر فجوراً مما اقترفه حتى الآن.
ولأن يقيننا أن «العربي» لا يملك من قراره الكثير ولا يقوى على الخروج من عباءات المشيخات التي كانت سخية معه، فإن تناقضاته تضيف إلى وهنه الشخصي وهناً يثقل على الجامعة العربية التي تحولت إلى أداة للنيل من سورية، وما يعجزون عنه في جلساتهم الخليجية يستكملونه على منابر الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
والأدهى من ذلك، أنه يحاول أن يتعامل مع الأحداث والوقائع بذاكرة قاصرة، بل معطوبة لا ترى أبعد مما لقنته إياه الجلسات المستترة وأحاديث الغرف المغلقة، ويتوهم أن الآخرين هم كذلك بالذاكرة ذاتها ، ويمكن أن تمر مزاعمه الفاضحة عن مساحة اهتمامه بالقضية الفلسطينية, التي ركنها جانباً منذ وصوله إلى الأمانة العامة، حتى ورقة التوت التي كان يتستر بها من سبقه تخلى عنها أو سقطت دون دراية منه.
ليست ذاكرة الجامعة العربية وحدها.. بل ذاكرة مجلس الأمن والأمم المتحدة شاهد دائم على ما اقترفه حين قَبِل أن يكون أداة لأدوار وضيعة عربية وإقليمية، ودولية.
في سورية وكثير من العرب .. غسلنا أيدينا منه، ومن أفعاله، كما غسلنا أيدينا من أمرائه ومشيخاته ولا ننتظر منه أن يتوب يوماً وقد فات أوان التوبة.. كما فات على غيره، لكننا في الوقت ذاته.. لن نقبل أن يبقى قابضاً على الجامعة العربية ولا على مصادرتها لحساب مشيخاته وأمرائه.. وهذا أمر نجزم أنه يدركه جيداً.
الأهم.. أننا لم نتفاجأ حين تقاطع مع الإسرائيلي في الموقف والدور.. لكن ثمة سؤال منطقي هل تفاجأ هو بذلك؟!
ندرك أنه لا يمتلك الجرأة ليجيب، بل من غير المسموح له أن يجيب، ونحن بدورنا نعفيه من الإجابة.. لأن الدخول الإسرائيلي الجماعي على خط ما يجري.. لا يمكن أن يكون بريئاً، ونجزم أيضاً أن دوره هو الآخر ليس بريئاً، كما هي أدوار تلك المشيخات والزعامات.. الإقليمية بعثمانييها الجدد.
«العربي» يستكمل ثالوثه بانضمام الإسرائيلي إليه لتتقاطع أدوارهم على الزاوية ذاتها وهذا يستدعي في حده الأدنى مقاربة أو وقفة تأمل وبعض التفكير.. ليس لكي يعيد النظر ويعلن توبته.. لكن كي لا يقال يوماً إن من يحمل هذا الاسم كان عراباً رخيصاً وأداة طيعة في حرب كل أدواتها قذرة، وكل أطرافها متورطون في التآمر.
ربما هذا نفخ في قربة مثقوبة.. لكنه نفخ لابد منه.. وإن كان لا طائل منه.. فقد كتبوا في سجلاتهم أن بعضهم كان «عرباً»!!