الثورة – فردوس دياب:
أشادت الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في العام 1970 اللبنة الأولى في منهجية دعم الأسرة بوجه عام، والمرأة على وجه الخصوص، لجهة إعادتها إلى طريق الحياة والحرية والتخلص من قيود الجهل والتخلف.
لقد كان التصحيح بمثابة النور الذي أضاء حياة المرأة، ونقلها من زوايا الحياة المعتمة والقاتمة في السواد والبؤس، إلى آفاق وأنوار الحياة المفتوحة على كل أطوار العلم والبناء والعمل بكل إخلاص وكرامة وشرف، فكانت المرأة السورية جزءاً وسبباً رئيساً وأساسياً في نهوض المجتمع وتطوره وتقدمه في جميع مناحي الحياة.
وواكبت الحركة التصحيحية كل مناحي الحياة، واهتمت بأدق التفاصيل التي من شأنها أن تنهض بالواقع الاجتماعي والمعيشي والإنساني للأسرة عموماً والمرأة خصوصاً، لذلك نالت الأسرة الكثير من الاهتمام والرعاية، وحصلت المرأة على جُل اهتمام التصحيح، لجهة مأسسة هذا الاهتمام ضمن أطر وقوانين ومؤسسات تضمن وترعى وتصون تلك الحقوق والمكتسبات التي حصلت عليها في ظل الحركة التصحيحية.
الاهتمام بالمرأة ورفع شأنها وإعلاء مكانتها، كان من أبرز عطاءات التصحيح الذي أعزها وصان كرامتها وحقوقها، وهي التي كانت في تلك الفترة ضحية للجهل والتخلف والعادات والتقاليد البالية، وأعطيت حقها في العلم والرأي وتقلد المناصب والترشح للانتخابات، فأصبحت المديرة والسفيرة والوزيرة والطبيبة والمهندسة والمعلمة والصحفية والنائبة.
رعاية المرأة، كان انطلاقاً من دورها المحوري والإنساني والتربوي والوطني الهام والكبير في المجتمع، وكذلك من منظار التكاملية المجتمعية لجهود جميع أبناء الوطن ذكوراً وإناثاً، ولاسيما أن المرأة السورية هي صاحبة التاريخ المشرف والغني بالبطولات والنضالات والتضحيات والملاحم والمواقف الوطنية والقومية والعروبية التي كانت تعكس إحساسها العالي بالمسؤولية الأسرية والوطنية وشعورها الكبير بالانتماء لأمة عريقة ووطن عزيز، ولعل البطولات والتضحيات التي لا تزال تقدمها المرأة السورية منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، تؤكد هذه الحقيقة.