مسار التصحيح مستمر في بنية الوعي المجتمعي

الثورة – غصون سليمان:
حين أرست الحركة التصحيحية المجيدة دعائم الاستقرار والصمود، وأعدت ما استطاعت من قوة وحكمة وذكاء، ونهضت بأركان المجتمع السوري في كل الاتجاهات على جميع المستويات كانت تدرك بعين قائدها ومهندس أفكارها الرئيس المؤسس حافظ الأسد خصوصية البعد الوطني والاستراتيجي لتجليات المستقبل، فكان التصحيح عنواناً مفتوحاً على كل التحديات التي واجهتها الأمة العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص، بعدما خاضت زمناً لا يستهان به من الكفاح المرير والنضال المستمر والذي ما خمدت جذوته يوماً.
فكانت فصاحة العمل والمصير بقيام الحركة التصحيحية المباركة التي نقلت البلاد من حالة الضعف وعدم الاستقرار إلى مربع القوة والثبات والنشاط بكل ما للكلمة من معنى.
فكان من أولى أولوياتها بناء الإنسان القادر على العطاء والبناء والابتكار والإبداع، وأخذت السواعد المتخصصة بمجالاتها المختلفة تعلي وتشيد وتعمر وتؤسس لمرتكزات وصروح علمية، وبحثية، وثقافية، وسياسية، وعسكرية، واجتماعية، واقتصادية، وصناعية، وصحية، لتنتشر المدارس والمعامل والمصانع والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية والثقافية والطرق والجسور والحدائق والفنادق، وأصناف الزراعة بعد استصلاح آلاف الهكتارات من الأراضي وغيرها على امتداد جغرافية الوطن.
ولعل الأهم في هذا المضمار هو بناء مؤسسة عسكرية متكاملة العدد والعدة وجيش عقائدي في ظروف لم تكن سهلة أو ميسرة.
حكمة القائد المؤسس حافظ الأسد ومدرسته الوطنية بامتياز ذللت الكثير من الصعوبات وتغلبت على تحديات جمة متشابكة ومتداخلة، محلياً وعربياً ودولياً، فهو المؤمن بأن الأوطان لا تبنى إلا بمحبة أبنائها وانتمائهم المكاني والوجداني والعاطفي والأخلاقي والإنساني والديني.. فكانت معارك العزة والشرف والكرامة التي انتصرت فيها الإرادة العربية في حرب تشرين التحريرية وغيرت موازين القوى ومعادلات النضال ضد الكيان الصهيوني الغاصب والدعم الغربي على جميع المستويات.
إشراقة تشرين هذه المحفزة على تحرير جميع الأراضي المحتلة كانت عوناً ودعماً لا محدوداً للقضية المركزية، قضية فلسطين بكل الاتجاهات وعلى جميع جبهات العمل التي تقتضيها المصلحة العليا ببعديها الوطني والقومي والاستراتيجي، فكانت النقطة الأساس في صيانة الهوية ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني المقاوم.
ولأن مسار التصحيح على مدار أربع وخمسين عاماً يواجه أحلام الأعداء ويفشل مشاريعهم التقسيمية، ويعزز الوحدة الوطنية والمواقف العربية تجاه القضايا المصيرية، كانت عين الطغاة والأشرار تعمل ليل نهار في مخابر التآمر ومصانع الموت كي تنتقم من هذا البلد عبر تصديرها جموع الإرهابيين وأدواتهم المجرمة ليعيثوا فساداً وقتلاً وتدميراً وإجراماً بحق البشر والحجر والشجر على مدى أربعة عشر عاماً، واجهت فيها سورية شعباً وجيشاً وقائداً أشرس صنوف المعارك وأقذرها على وجه الإطلاق، مقدمة الآلاف من الشهداء المدنيين والعسكريين على مذبح الحرية والانتصار والحياة، فقافلة التضحيات مستمرة كل يوم على هذه الأرض المقدسة، لطالما العدو الصهيوني ومن ورائه الداعم الأمريكي لا يفهمون إلا لغة القوة المتوحشة وسلوكهما الإجرامي بحق الشعوب الحرة المستقلة المقاومة ذات السيادة.
فالمعارك الوطنية مستمرة لطالما مسار التصحيح في بنية الوعي المجتمعي، قائم ومتقد ومصان في ضمير السوريين، قولاً وفعلاً، الذين كسروا قيود الذل والهوان عبر تاريخ نضالهم الطويل، وأن موعدنا مع النصر المؤزر لا بد محقق وقريب.

آخر الأخبار
243 طالباً وطالبة من اللاذقية يخوضون منافسات الأولمبياد العلمي السوري مهرجان الوفاء الأول بدرعا يكرم المتفوقين من أبناء الأطباء الشهداء  وزير العدل ينفي التصريحات المنسوبة إليه ويحث على التوثق من المصادر الرسمية وزير المالية يشارك في المنتدى العربي للمالية العامة ويؤكد أهمية الاستدامة المالية المجلات المفهرسة تهدد النشر الخارجي.. وجامعة دمشق تحذر المباشرة بتوسيع فرن قدسيا لزيادة إنتاج الخبز "المركزي" والإعلام .. تنسيق لتعزيز الثقة بالعملة الجديدة أهالي طرطوس بانتظار انعكاس تخفيض سعر المشتقات النفطية على السلع التعافي الاقتصادي.. عقبات تتطلب حلولاً جذرية  تمكين الصحفيات من مواجهة العنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي   قريباً  تعرفة جديدة للنقل بطرطوس تواكب انخفاض أسعار المحروقات   اعتداء إرهابي على حي المزة .. "الدفاع" تكشف تفاصيل جديدة وتشدد على ملاحقة الجناة   ماذا يعني بدء موانئ دبي العالمية عملياتها في ميناء طرطوس السوري؟ تراجع إنتاج الزيتون بحمص    العملة الجديدة.. الإعلام شريك النجاح قرارات جديدة وغرامات صارمة.. هل سنشهد نهاية أزمة السرافيس بحلب؟ نائب وزير الاقتصاد يبحث احتياجات "عدرا الصناعية" لتسريع الإنتاج تصريحات ضبابية تثير مخاوف اللاجئين السوريين في ألمانيا   "اللاعنف".. رؤية تربوية لبناء جيل متسامح انفتاح العراق على سوريا.. بين القرار الإيراني والتيار المناهض