الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
أكد مسؤول مكتب الجودة وضبط العدوى في مستشفى ابن رشد الدكتور أحمد حباس – دراسات عليا تخصصية في الطب المخبري على أهمية التوعية بمقاومة مضادات الميكروبات وتحسين فهما، وتعزيز أفضل الممارسات بين أصحاب المصلحة في نهج الصحة الواحدة للحد من ظهور أشكال العدوى المقاومة للأدوية ومحاصرة انتشارها.
و قد بيَّن في حديثه لصحيفة الثورة أنه تحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما لا تبدي البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات استجابةً للأدوية المضادة للميكروبات، ونتيجة لمقاومة الأدوية، تصبح المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المضادة للميكروبات غير فعالة ويصبح علاج العدوى صعباً أو مستحيلاً، وهو ما يزيد مخاطر انتشار الأمراض وشدة المرض والوفاة.
وأوضح الدكتور حباس أنه وبمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، ونظراً لأهمية هذا الموضوع، يجب التعاون بين القطاعات للحفاظ على نجاعة مضادات الميكروبات، وللحد بشكل فعال من مقاومة مضادات الميكروبات، يجب على جميع القطاعات استخدام مضادات الميكروبات بحكمة وبشكل مناسب، واتخاذ تدابير وقائية لتقليل حالات العدوى واتباع الممارسات الجيدة في التخلص من النفايات الملوَّثة بمضادات الميكروبات.
وأشار إلى أنه انتشرت صورة مخيفة تحت عنوان “قصة لن يفهمها إلا الأطباء”، وفي الحقيقة هذه القصة سيفهمها أطباء وفنيو المخبر وبعض من أطباء باقي الاختصاصات فقط، إلا انه وبسبب خطورة هذه الصورة لابد أن نوضحها للجميع.
الصورة من المرحلة الثانية في اختبار الزرع والتحسس، لابد أنكم قد سمعتم به، وفي هذه المرحلة نفرش الجراثيم التي سبق وزرعناها بعد أن أخذناها من عينة مريض (بول، مسحة بلعوم، مسحة من قيح…. إلخ)، نفرش هذه الجراثيم في هذه الأطباق الدائرية على وسط مغذي ليساعدها على النمو ونضع على سطح الوسط بعد ذلك أقراصاً لعدة أنواع من الصادات الحيوية (يسميها العامة بأدوية التهاب) وبالنتيجة ستنمو الجراثيم بكثافة في أماكن بعيدة عن الصاد الحيوي الذي يوقف نموها وستظهر حول الأقراص الفعالة مناطق من دون نمو جرثومي مساحتها تتناسب مع فعالية الصاد في منع النمو الجرثومي.
الآن لو عدتم للصورة ستشعرون بحجم الكارثة ففي صورة ١٩٩١ جميع الصادات فعالة عدا اثنين، فيما تنقلب الصورة في ٢٠٢١ لتعند الجراثيم على جميع الصادات عدا اثنين، والسبب هو الاستخدام العشوائي للصادات.
ونوه بأن الصادات الحيوية لا تفيد في الإصابات الفيروسية، وينحصر دورها في الإصابات الجرثومية واستخدامها العشوائي يجعلنا نخسر فعاليتها عند الحاجة.
وأكد على (أطباء، صيادلة، مرضى) أن نزلات البرد (الكريب) والانفلونزا تعالج بالراحة والإكثار من السوائل وبخافضات الحرارة والمسكنات ولا مكان أبداً للصادات الحيوية في علاجها.