تنمية الوعي المالي عند الأطفال والبالغين

الثورة – حسين صقر:

ثمة أمور بسيطة لا نعيرها اهتمامنا، وهي تلبية حاجات الأطفال المالية من دون معرفتنا بالعواقب الخطيرة لهذا الفعل، إذ إن تلبية تلك الحاجات تنعكس سلباً على الطفل الذي يكبر عاماً بعد آخر، ويصبح يافعاً ثم شاباً، وهنا تبدأ انعكاسات الفعل الماضي الذي قمنا به وتسببنا فيه، تؤتي نتائج عكسية على شخصيته وحياته.
أول تلك المنعكسات الاعتماد على الغير، وأولاً بأول يصبح عالة على أسرته، ثم أصدقائه ثم زملائه في العمل، وبعدها على كل من يتعرف عليه مصادفة أو لعلاقة مؤقتة.
ويحكى أن رجلاً عندما رأى ولده يبذر من ماله من دون سؤال، وأنه يتطفل عليه ويتكل، ولا يعمل بعد أن أغدق عليه من المال في صغره وحتى كبر، دفعه إلى سوق العمل، وأوصى رب العمل أن يرهقه ما استطاع، حتى يعود إلى البيت منهكاً، وطلب منه أن يعطيه أجره آخر النهار، وفعل ذلك، وبمجرد انتهاء الشاب من العمل المجهد، يعطيه رب العمل أجره، ويعود الشاب إلى منزله مرهقاً، لا يقوى على شيء، ويسأله والده أين أجرك من العمل، يرد الشاب وهو نصف نائم، في جيب البنطال، يذهب الأب يتناولها ويلقي بها في الجب الكائن في المنزل، على مرأى من ولده، فيقفز الولد عن الفراش رغم التعب، ويقول: لماذا فعلت هذا، إن ما رميته في الجب يساوي عرقاً من جبهتي ودماءً من يديي، ولكن الوالد لم يكترث.
وكرر الأب هذا الفعل أياماً، يأخذ الأجرة ويلقيها في الجب، حتى نفد صبر الولد، وقال له لماذا تفعل هذا يا أبت، فيقول الوالد: أنت تفعل هكذا بتعبي بمجونك وسهرك وبذخك وتبذيرك، كيف هان عليك تعبي، ولم يهن عليك تعبك، يا ولدي اصح لنفسك، وقدر قيمة القرش، والتعب لمن حولك، يقدرون هم تعبك.
وهكذا تعلم الولد، وانقلب حاله.
وفي هذا السياق يقول علماء النفس: إن تلبية حاجة الأطفال المادية، تنعكس سلباً على عطائهم وإنتاجيتهم، ويتحولون إلى طفيليات تعيش على جهود غيرها.
ويوضحون أن الأطفال يعيشون سنواتهم بتلقائية من دون قيود أو معرفة مشكلات الكبار، لكن إذا كنت تريد أن تقدم لطفلك مهارة تفيده مدى الحياة، فكلما بدأت مبكراً في تعليمه إدارة الذات وأن يتغلب على رغباته كان ذلك أفضل له، وإدارة المال هي إحدى المهارات التي يمكن أن يتعلمها هؤلاء، ويتم مثلاً تخصيص مصروف أسبوعي في البداية، حتى يتعود على فكرة المصروف وبعدها مصروف شهري، ثم زيادة المصروف حسب الحاجة والمكان والمتطلبات مدرسية أم جامعية، وهكذا حتى ينهي دراسته، ويذهب إلى سوق العمل، وعندها، يبدأ الأهل بمهمة جديدة، وهي تعويد الشاب على الادخار إذا كان دخله وعمله يسمحان بذلك، حتى يواجه صعوبات الأيام، فاليوم أنا في بحبوحة، أما غداً فقد أكون في ضيق، إذ لا يعقل أن أشتري بكل ما أحصل عليه، ثياباً وطعاماً فوق الحاجة، وأفرغ جيوبي للمجهول.
ويضيف الخبراء، بالنتيجة هذا يعود إلى ميزانية كل بيت، وحسب دخله يخصص مصروفاً لأبنائه بما يتناسب معه، ثم يرشده لتقسيم ماله مثلاً جزء للإنفاق وآخر للادخار، وإذا كان هناك مجال للصدقة، فلا ضير، إنما يكتب في ميزان الحسنات. ويقول الخبراء: بين كل أربعة آباء هناك واحد فقط مقتنع بأهمية تعليم الطفل كيفية إدارة المال، كما يتفهمون كيف أن الآباء لا يرون في تدريب الطفل على أمور البالغين مثل المال أمراً مفيداً، لكنهم يخطئون.
بالنتيجة.. إن مصروف الطفل من الموضوعات الأكثر أهمية والأعلى حساسية في الأسرة، وهو قضية شائكة تدور برأس الآباء الذين يبالغون في إعطاء المصروف لأطفالهم صغيرهم وكبيرهم، وكذلك الذين يحدّون منه. ولهذا، فهو موضوع مطروح في ذهن التربويين والباحثين عما وراء سلوكيات الأبناء أمام المصروف. لكن في النهاية الأمر يحتاج إلى حكمة ونظرة بعيدة في التعامل مع الأبناء فيما يخص هذا الموضوع.

آخر الأخبار
243 طالباً وطالبة من اللاذقية يخوضون منافسات الأولمبياد العلمي السوري مهرجان الوفاء الأول بدرعا يكرم المتفوقين من أبناء الأطباء الشهداء  وزير العدل ينفي التصريحات المنسوبة إليه ويحث على التوثق من المصادر الرسمية وزير المالية يشارك في المنتدى العربي للمالية العامة ويؤكد أهمية الاستدامة المالية المجلات المفهرسة تهدد النشر الخارجي.. وجامعة دمشق تحذر المباشرة بتوسيع فرن قدسيا لزيادة إنتاج الخبز "المركزي" والإعلام .. تنسيق لتعزيز الثقة بالعملة الجديدة أهالي طرطوس بانتظار انعكاس تخفيض سعر المشتقات النفطية على السلع التعافي الاقتصادي.. عقبات تتطلب حلولاً جذرية  تمكين الصحفيات من مواجهة العنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي   قريباً  تعرفة جديدة للنقل بطرطوس تواكب انخفاض أسعار المحروقات   اعتداء إرهابي على حي المزة .. "الدفاع" تكشف تفاصيل جديدة وتشدد على ملاحقة الجناة   ماذا يعني بدء موانئ دبي العالمية عملياتها في ميناء طرطوس السوري؟ تراجع إنتاج الزيتون بحمص    العملة الجديدة.. الإعلام شريك النجاح قرارات جديدة وغرامات صارمة.. هل سنشهد نهاية أزمة السرافيس بحلب؟ نائب وزير الاقتصاد يبحث احتياجات "عدرا الصناعية" لتسريع الإنتاج تصريحات ضبابية تثير مخاوف اللاجئين السوريين في ألمانيا   "اللاعنف".. رؤية تربوية لبناء جيل متسامح انفتاح العراق على سوريا.. بين القرار الإيراني والتيار المناهض