الثورة – طرطوس – فادية مجد:
شكوى وصلت لمكتب صحيفة الثورة في طرطوس، من عدد من مزارعي الفريز في قرية تل وعاوع والقرى المجاورة لها في منطقة سهل عكار، يتحدثون فيها عن انتشار مرض يصيب شتول الفريز، وهو المحصول الأساسي الذي يعتمدون عليه كمصدر رزق لهم.
وأفاد أصحاب الشكوى أنه منذ نحو سنتين بدأ مرض يفتك ببعض شتول الفريز، ولكنه ازداد هذا الموسم، فبعد ثلاثين يوماً من عمر الشتول نلاحظ احتراق الأوراق وينتهي بموت النبات حتى الجذور.
وأشاروا إلى أنهم قاموا بمعالجة الشتول بجميع الأدوية الفطرية، ولكنها لم تؤثر ولم نحصل على نتيجة، منوهين بأنه وبجانب تلك الشتول المريضة يوجد شتول سليمة.
ولكن بالمحصلة خسارة جزء من المحصول، هو خسارة كبيرة لهم، ولاسيما أنهم يقومون بزراعته في البيوت المحمية ويصرفون عليها الأسمدة ومبيدات الآفات والمياه الكثيرة، راجين من الجهات المعنية معالجة هذا المرض كون محصول الفريز المصدر الأساسي للعيش في تلك المناطق.
ولدى نقلنا لشكوى المزارعين لرئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة طرطوس المهندس وائل حسين أفاد لـ “الثورة” قائلاً: إن زراعة الفريز من الزراعات المنتشرة والمتركزة في منطقة الصفصافة بسهل عكار وفي منطقة صافيتا (الطليعي، تل وعاوع)، والمنطقة الغربية من محافظة حمص في تلكلخ، وتبدأ زراعة الشتول خلال الشهر التاسع وتستمر الزراعة والجني حتى نهاية شهر نيسان.
وبين أن هذا يتوافق مع بيئة مناخية في المحافظة تتمثل برطوبة عالية (جوية وأرضية)، الأمر الذي يجعل الزراعة معرضة للأمراض الفطرية وأعفان الجذور وغيرها من الآفات الأخرى، ومما يزيد في الضرر الاحتياجات السمادية لهذا النبات وخاصة (الأسمدة الآزوتية)، بالإضافة لبعض الإجراءات الخاطئة من قبل بعض المزارعين، مبينٱ أن أهم الأمراض التي انتشرت خلال العامين الماضيين مرض (القلب الأحمر) الذي يعتبر من أهم الأمراض التي تصيب الجذور والتي تسبب ذبول النباتات وموتها، وينتشر في الأراضي المنخفضة.
وأوضح أن أهم أعراضه تقزم النبات وذبوله وفقد الجذور والأوبار الماصة المغذية للنبات، مشيراً إلى أن الجذور المصابة تأخذ شكل ذيل الفار، وتتلون أنسجة الجذور باللون الأحمر عند إجراء مقطع طولي لها، لافتاً إلى أنه يمكن أن ينتقل من الأماكن المصابة إلى السليمة عن طريق استخدام شتول مصابة غير موثقة المصدر، وهذا ما يقوم به المزارعون في أغلب مواقع الإصابة، ويمكن أن ينتقل المرض أيضاً بواسطة الأدوات الزراعية، منوهاً بأن هذا الفطر يتميز بقدرته على البقاء في التربة لسنوات عديدة.
وأوضح حسين أن من مسببات انتشاره الرطوبة الجوية والأرضية العالية وارتفاع منسوب الماء الأرضي ودرجات الحرارة المعتدلة إلى المنخفضة إضافة لزراعة شتول مصابة من مصادر غير موثوقة.
وبخصوص الإجراءات التي يجب اتباعها من قبل المزارعين للحد من انتشار المرض ذكر أنه يتوجب تعقيم التربة، وخاصة بعد إضافة السماد العضوي للقضاء على أنواع الفطريات وبذور الأعشاب المنتشرة وزراعة شتول سليمة من مصادر موثوقة خالية من الإصابات المرضية مع غمر الشتول بالمبيدات الفطرية المتخصصة لمدة ٣٠ دقيقة على الأقل قبل زراعتها مع تقليل السماد الآزوتي قدر الإمكان والاعتماد على السماد العضوي والأصناف المتحملة للمرض، كما يتوجب أيضاً حرق مخلفات النباتات والزراعة في تربة مستوية وجيدة الصرف للماء الزائد مع الاعتدال في الري قدر الإمكان واتباع دورة زراعية وعدم تكرار زراعة الفريز في نفس الأرض لسنوات متتالية والرش بالمبيدات الفطرية الجهازية في الأجزاء المصابة بشكل دوري.