أسئلة غير مؤجّلة.. عن الثقافة والفنِّ والأدب!!

الثورة – هفاف ميهوب:

نسأل في هذا الزمن الذي غادرنا فيه الكتاب، ولم يعد صديقنا الوفي، بعد أن باتت صداقاتنا افتراضية، ومحكومة بوسائل التواصل الاجتماعي.. الزمن الذي لم تعد مكتباته ومراكز ثقافته، أو مسارحه وصالات عروض أفلامه ومعارضه، تكتظّ بعشّاق الثقافة والأدب والفنّ، وغيرهم ممن كانت الحياة سابقاً، تشهد تدافعهم لمتابعة ما يرتقي بهم وبمجتمعهم.
نسأل: أين الثقافة والمثقفين، والفنون والآداب والفنانين والمبدعين؟!!.. أين هم وأيننا، في واقعٍ حاصرته العولمة وخلّصته من قيمهِ وقيمته؟.. واقعٌ محاط بالحروب والأوبئة والعزلة والأزمات، وغير ذلك مما نعجز عن الخروج من متاهته.
حتماً لسنا من يجيب، بل المتناطحين للتحكّم بهذا العالم الذي تفاقم جهل وحقد وعنف الإنسان فيه، ولاسيما بعد أن هيمنت تقنياتِهم، على كلّ ما في الحياة وأحالها، إلى فضاءٍ يلوك الإنسان ويرديهِ في التيه.
إذاً، العولمة هي سبب غياب كلّ من سألنا عنهم، وليس فقط عن عالمنا العربي، بل عن كلّ العالم الذي نشهد اليوم، كيف يتصارع مع نكباته ومشكلاته وخساراته، مثلما مع الآخر الذي لا يراه ولا يسمعه أو حتى يحاوره، إلا بصوتٍ وشكلٍ ومنطقٍ افتراضي.
إنه ما حوّل الإنسان من مخلوق ثقافي، إلى كائن رقمي، لم تعد الثقافة وليدة بيئته، ولا فطرة تدفعه للتعلّم والتفكير والتجريب، وصولاً إلى الابتكار والخلق اللذين يرتقيا بإبداعه وثقافته.. هذا ما آل إليه حال ثقافتنا وفنوننا وعلومنا وآدابنا، وإن سألنا: إلى أين يمضي بنا هذا الحال؟، سنعجز عن إيجاد جوابٍ يخالف ما نراهُ، من انحسار دور الثقافة والأدب والفكر والفن والعلوم بأنواعها.. سنعجز عن إيجادِ جوابٍ في ظلّ هيمنة الفضاء الالكتروني على الواقع والعقول، ولا ننكر هنا إيجابيات هذا الفضاء، لكن سلبياته وكما نتلمّسها، تؤكّد أن هدف العالم المهيمن عليه، هو ما جعلنا نتخبّط في عمانا، فنتهاوى بدل الارتقاء.
كلّ هذا يدفعنا للإلحاح في تكرار السؤال: ما الحل؟.
أعتقد أن حجم السؤال، يضاهي حجم الفضاء الذي سعى قوّاد التكنولوجيا، لجعله الأكثر مكراً في تغييبِ أو تمويه ما نحتاجه من إجابة، ومع ذلك نقول:
مسؤولية الثقافة والفن والأدب والعلوم، هي مسؤولية كلّ فردٍ عاقلٍ وواعٍ وبنّاءٍ، في المجتمع الذي ينتمي إلى عاداته وتقاليده الاجتماعية.. مسؤولية كلّ مؤسسة ثقافية أو أدبية أو فنية أو فكرية، مهمتها ترسيخ مفاهيم حضارية، متحرّرة من كلّ أشكال التبعية، ولاسيما للتقنية التكنولوجية.
مسؤولية الأسرة ومؤسسات التربية والتعليم، وهي المسؤولية الأكثر ضرورة في مجتمعنا العربي، وتتطلّب جعل الثقافة والوعي والأخلاق والإنسانية، مواد تدرّس في كلّ المراحل، وتربّي الأجيال على التواصل الثقافي والفكري والإنساني، مثلما على سلامة وعقلانية ورقي الأفكار والآراء ووجهات النظر، التي يتمُّ تداولها وتبنّيها، من قِبل غالبية روّاد مواقع التواصل الالكتروني.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
تخفيض رسوم بيع المقاسم إلى 2 بالمئة دفعة للاستثمار الصناعي سوريا تسجل حضورها في مستقبل الاقتصاد العالمي الورد في جبلة.. إقبال كبير وزراعة واعدة تفاوت في أسعار الخضار والفواكه بحمص .. و"التجارة الداخلية" تشجع على الشكوى المنطقة الصناعية في الشيخ بدر بانتظار طي قرارات مجحفة لوضعها بالاستثمار آرسنال يعزز صدارته للبريميرليغ    للمرة الأولى خميرة حمص تصل أفران حلب وإدلب.. ودراسة لمعامل شركة السكر معركة غير متكافئة.. الرقابة التموينية في مواجهة الغش الغذائي المستشري زيارة الرئيس الشرع للكنيسة المريمية ترسخ معاني المواطنة والتآخي وزير العدل يفتتح مجمعين قضائيين جديدين في ريف إدلب الرئيس الشرع يزور السعودية للمشاركة في مؤتمر الاستثمار العالمي الكالتشيو يشتعل.. روما يلامس القمة الكرة الصفراء.. تتويج سينر وفونسيكا ولي وبنتشيتش إنجاز جديد لأبطال القتال المختلط اللوز ينضم إلى الطليعة ختام مميز لبطولة دمشق بالسباحة كأس الدرع السلوية.. الوحدة يهزم الكرامة ويتصدر  لا تعديل على الخبز التمويني .. ومدير المخابز يوضح لـ"الثورة" رغم وقف إطلاق النار.. غزة بين الحياة والموت التشبيح المخملي الذي جَمَّل براميل الأسد .. حين صار الفن أداة قتل