مراسلة “الثورة” في ريف دمشق لينا شلهوب:
بعد مرور شهر على يوم النصر بالتحرير الذي شهدته سوريا في يوم تاريخي ٨ كانون الأول، وأعادت الألق والحرية إلى ربوع الوطن، وفي ظل التعاون والتنسيق فيما بين مختلف الجهات، تشهد مدينة جرمانا في محافظة ريف دمشق، حالة يمتزج فيها الشعور بالارتياح على مختلف الأصعدة، سواء لجهة الانخفاض بأسعار المواد، أو لما آلت إليه الأمور بعد انتصار الثورة وإعلان التحرير في ظل الإدارة الجديدة لسوريا.
صحيفة الثورة التقت قائد العمليات في مدينة جرمانا سعيد سلامة، والذي أكد أنه في اليوم الأول قبيل إعلان التحرير عاش أهالي المدينة حالة من الاحتفالات التي كانت تؤكد على سقوط النظام، وتهتف بذلك، مبيناً أن المدينة يقطنها مليونا ونصف المليون نسمة تقريباً، وفيها وافدون من مختلف المحافظات السورية، حيث كان يتعرض الكثيرون لتدخلات فروع الأمن سابقاً، الذين لم يتركوا باباً إلا واستخدموا سلطتهم من خلاله، وخاصة ملاحقة الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية، في محاولة لإذلال المواطنين بطريقة التعامل والآلية المتبعة بذلك، وفي ذاك العهد انتشرت المخدرات، والسرقات، والموبقات، لذا كان لابد من انتفاضة شعبية ضد تلك التدخلات، وما كان يتم الترويج له.
– حفاظاً على الأمن والسلام:
وأضاف: مع عملية التحرير التي حدثت يوم ٨ كانون الأول، حصل شعبنا على الحرية المرتقبة، التي انتظرها على مدار عقود، وجاء النصر المبين، مؤكداً أن المواطنين كانوا بانتظار هذا اليوم، ونتيجة ذلك حافظ الأهالي على الاستقرار والآمان، ولم تشهد المدينة أي نوع من الفوضى، بل على العكس تماماً، كانت هناك مؤازرات من قبل الأهالي لاستدراك أي أمر طارئ، ونجحوا في ذلك.
وأشار إلى أن الحفاظ على حالة المدينة ضمن إطار الأمن والآمان كان كبيراً، ما خلا عن بعض الحالات الفردية التي ظهرت عبر سرقة بعض المحلات، لذلك سارع العديد من الشباب الغيارة لضبط الأمور ولم تتعرض محال المدينة أو سكانها لأي مكروه.
وشدد سلامة على أنه منذ اليوم الأول للتحرير، تم توزيع العديد من الشبان على الأماكن المهمة في المدينة والعمل على عدم تعرضها لأي شيء، وذلك بعد تشكيل غرفة عمليات بتكليف من الهيئة الروحية الدينية في جرمانا، وتم إعلان حالة الاستنفار لحماية المنشآت العامة التي تقدم خدماتها للمواطنين، وكان من بين الأماكن التي شهدت الحماية، المصارف والبنوك سواء الحكومية أو الخاصة، مبنى البلدية، ومركزي خدمة المواطن، ومركز الهاتف، والنفوس، والمالية، والمحكمة وهذه تم حراستها من قبل عدد من المحامين، في مبادرة من شباب المدينة لحفظ وحماية الممتلكات العامة، لذلك لم تتعرض المدينة لأي عمليات تخريب أو نهب، وتم السيطرة مباشرة على كل الأمور، والاستجابة السريعة من جميع الأطراف المعنية.
– روح التعاون:
ولفت إلى أن المجتمع المحلي أظهر قدرته على ترجمة روح التضامن والتعاون والعمل الجماعي، فقام الأهالي في العديد من المناطق بتشكيل لجان، و كلٌّ في منطقته، للمساهمة بضبط الوضع، مع السعي لتقديم جهود الإغاثة وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان.
كذلك تم تشكيل لجنة محلية تطوعية لحفظ الأمن والاستقرار، بغية حماية مداخل المدينة، وتوزع المتطوعون في الحارات، لمنع العبث بالممتلكات الخاصة والعامة، والتصدي لأي حالات كالسرقة والتشليح.
وأضاف سلامة أنه تم إبلاغ “إدارة العمليات العسكرية” بدمشق التي بدورها تعاونت ونسقت، ما أدى إلى استمرارية العمل وفق مجموعة من المبادرات الأهلية التطوعية، إذ قام متطوعون من المجتمع المحلي، بتنظيف الشوارع الرئيسية، وزراعة عدد من الأشجار وخاصة في الساحات العامة، مع تزيين العديد منها بأعلام الثورة، وتزيين الجدران، مؤكدين أن التغيير يبدأ بخطوات بسيطة وأثره يبقى كبيراً.
وأوضح أن أهالي مدينة جرمانا لن يدَّخروا جهداً في سبيل حفظ أمنهم ورعاية حقوقهم في ظل سوريا الجديدة، وأنهم سيقفون في وجه العابثين والمجرمين الذين قد يعتدون على المدينة، لافتاً إلى ضرورة تحديد جهة مباشرة عبر مسؤول من قبل “هيئة التحرير”، وذلك للبت ببعض القضايا.. كالموقوفين جراء بعض القضايا، و المخدرات، وغير ذلك، فلابد من وجود مرجعية للتواصل معها مباشرة.
وفي ختام حديثه بارك لشعبنا هذا الانتصار، مشدداً على استمرار العمل وتفعيل كل الخدمات، منوهاً بأنه في ظل الإدارة الجديدة لسوريا، لا غطاء لمن يخطئ.
#صحيفة_الثورة