تنزيلات على “البسطات” العشوائية وأصحاب المحال يشتكون

الثورة – بتول عبدو:
“تنزيلات تنزيلات أي قطعة ب ١٣ ألف ليرة والاثنتين بربع .. تنزيلات والقطعة بـ ٥٠٠٠”.. عبارات رافقتنا ونحن نتجول بشوارع دمشق وزحمتها وصخبها.
هنا نشعر أن حياة أخرى قد خلقت، فكل الناس المقتدرون منهم، والفقراء، يتجولون بين بائعي البسطات التي افترشت الطرقات، يتفحصون بضائعهم الكثيرة والمتنوعة جميلة الشكل ورخيصة الثمن، ليشتروا حاجياتهم بأسعار تناسب ما في جيوبهم.
إيجابيات


لا شك أن هذه الحالة من حركة الأسواق والازدحام وكثرة العروض تشكل عامل الأمان من جهة رخص ثمن أي مادة يحتاجها المواطن، ومن جهة أخرى اضطرار التجار وأصحاب البقاليات والمحال التجارية لتخفيض أسعار بضائعهم بحكم المنافسة القوية، وارتفاع قيمه الليرة السورية بعد انخفاض سعر الصرف.
هي حالة إيجابية صحية أن تشعر بصخب الحياة وحيويتها بينما تتسوق حاجياتك من أي طريق أو شارع تسير فيه، وخاصة بعد التحرر من قمع ومكافحة مستمرة أيام النظام البائد، والتي حاربت أصحاب البسطات وخالفتهم وصادرت بضائعهم بحجة تشويه المنظر الجمالي للمدينة.
وأي جمال كانوا يتحدثون عنه والبلد ترزح تحت فقر ودمار الحرب من جهة وسرقة وفساد المسؤولين من جهة ثانية.
لذلك نرى هذا الارتياح لدى أصحاب البسطات ومرتاديها من الفقراء أصحاب الدخل المحدود.
فعلى الأقل يستطيعون شراء أشيائهم الضرورية من البسطة بسعر يناسب قدرتهم، خاصة بهذه الفترة حيث ازدادت الحاجة والعوز في ظل عدم استلام الموظفين لرواتبهم بعد.
لكل جديد أوجه إيجابية وأخرى سلبية، ونحن في هذه المرحلة ننتظر هذه الشهور لتمر وتعود الحياة لشكلها الأجمل، بعد أن يتم رفع كامل العقوبات عن سوريا، فتعود عجله الإنتاج للدوران ويحصل الموظفون على رواتبهم مع الزيادة المقررة، وتجري السيولة النقدية في جيوب الناس، سواء موظفي الحكومة أو أصحاب الأعمال الحرة، وغيرهم ممن فقدوا أعمالهم مؤخراً.
حركة جيدة
لقاءات عديدة أجرتها “الثورة” مع المتسوقين عند كل مفرق من البسطات التي تحوي المواد الغذائية والأدوات الإلكترونية والمحروقات “بنزين ومازوت”، والأدوات المنزلية، وأدوات المطبخ والأحذية والألبسة، كل شيء متاح بسعر رخيص أو لنقل بنصف ثمنه سابقاً.
حنان إبراهيم التقيناها عند بائع الأدوات المنزلية قالت: اشتريت فناجين الشاي بمبلغ 35 ألف ليرة وهو سعر مقبول بالنسبة لجودته.
أما سوزان محمد، اشترت حذاءً شتوياً لابنتها الصغيرة بسعر 50,000 ليرة، وقالت: إن ذات الحذاء قبل التحرير كان سعره 100ألف ليرة.
حتى الأطفال يشدهم البسكويت والشيبس، فالإغراءات أمامهم كثيرة والأنواع متعددة، ولكن ما يملكونه في جيوبهم لا يكفي لشراء كل ما تشتهيه عيونهم، إلا أنهم فرحون وعبروا بسعادة كبيرة عما استطاعوا شراءه بمبلغ 15,000 ليرة التي كانت سابقاً لا تشتري سوى قطعتين من الشيبس أو البسكويت، أما الآن فإنها تشتري أربع أو ٦ قطع من البسكويت وقطعتين من الشيبس.
أما بائعو البنزين والمازوت وحدوا أسعارهم ب 125,000 ليرة لكل 9 ليترات من البنزين أوكتان 95 و140 ألف ليرة لكل 10 ليترات مازوت.
وعن سلبيات المشهد أكدها أغلب المستهلكين، فالعديد مما اشتروه من هذه البضائع التي تفترش الطرقات لا تضاهي البضائع السورية لا بالجودة ولا بالطعم، لكن رخص ثمنها وضيق الحال دفعهم للتسوق والشراء من هذه البضائع، ناهيك عن حالة الفوضى التي سببها البعض ممن لم يلتزم بحيز صغير لفرش بضاعته وتعدى على الشارع، مما أعاق حركة السيارات.
وطبعا كان لأصحاب المحال والبقاليات آراؤهم وتخوفهم وتذمرهم بعد تعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة إغراق الشوارع بهذه البسطات.
انخفاض حركة المحال
ويقول أحمد سعيد- صاحب بقالية في شارع الشيخ سعد في المزة: إن حركة البيع في البقالية انخفضت للنصف بسبب هذه البسطات من جهة، وبسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين من جهة أخرى، وهذا الأمر أثر سلباً لكوني مستأجراً للمحل، وأدفع إيجارات سنوية كبيرة جداً، فهذا أدى لتوقف العمل، أو العمل بأقل من إيجار المحل الذي نستأجره.
أطر وقوانين
كما أن كثيرين غيره من أصحاب المحال الذين شاركوا ذات الرأي، ورأوا أن أي مهنة يجب أن تحددها أطر وقوانين وعلى الجميع الالتزام فيها، فلماذا لا يتم تحديد أماكن معينة لأصحاب البسطات لعرض بضائعهم، قائلين: نحن لسنا ضد أي مواطن يسعى لكسب لقمة عيشه بهذه الظروف القاسية، ولكن من دون أن يؤثر على لقمة عيش غيره، ونثق أن الدولة ستحدد وتقونن كل هذه الحالات، وستمنع التعديات ولكن نطلب الإسراع كي لا تتفاقم الأحوال، ونضطر لإغلاق محالنا، والبيع على البسطات في الطرقات.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً