في الوقت الذي تنتشر فيه شائعات تعيين لجنة مؤقتة لتسيير شؤون اتحاد كرة القدم- بعد استقالة مجلس إدارته- كالنار في الهشيم، وبينما يذهب البعض لما هو أبعد من مسألة التعيين بتحديد هوية رئيس اللجنة وماهية أعضائها، فإن الغالبية العظمى من أبناء الشارع الرياضي تتجاهل (عمداً أحياناً وبغير قصد غالباً) حقيقة الدور البارز الذي يلعبه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في جزئية تعيين اللجنة، أو في أي قرار آخر، مهما كانت طبيعته وتوجهاته.
في الحقيقة فإن تعامل الشارع الرياضي مع مستقبل القائمين على كرة القدم السورية باعتباره مسألة داخلية بحتة، أمر مبرر إلى حد بعيد، على اعتبار أن التوجه خلال السنوات الماضية كان دائماً يحمل شكلاً من الانفصام والانفصال عن المنظومة الدولية، فيما يخص علاقة الاتحادات الوطنية (ومن بينها الاتحاد السوري لكرة القدم) مع الاتحاد الدولي للعبة الشعبية، وبالتالي فإن الشائعات مبررة نوعاً ما، لكن حقيقة الأمر والواقع يختلف تماماً عما يتم تداوله، فالمسألة ليست بالبساطة المتوقعة وليست بالسهولة التي يُسوِّق لها البعض.
على ذلك ووفقاً لما سبق، فمن غير المقبول التعاطي مع مسألة تعيين لجنة مؤقتة لتسيير شؤون اتحاد كرة القدم بتلك السطحية، والأهم من ذلك هو التعود على احترام سلطة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو أمر من المتوقع حدوثه على اعتبار أن الرياضة السورية عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، تريد أن تكون جزءاً من المنظومة الدولية، بحيث تحترم واجباتها وتنال حقوقها من مساعدات مالية، وغير ذلك عبر برامج الدعم التي يشرف عليها الاتحادان الدولي والقاري للعبة، بعد أن حُرِمت كرتنا من تلك الحقوق لسنوات بسبب ممارسات النظام البائد.
#صحيفة_الثورة