حسين صقر:
“قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”، ليست كلمات عادية وحسب، لكنها ذات مضمون كبير، لأن الرزق يعادل الروح، وكم من أعمال خطيرة نمارسها لتأمين لقمة العيش وأرواحنا على كفوفنا.
لكن كلما كانت الأعمال منظمة وقانونية، كلما كانت أفضل وكان طريق الوصول إليها مهما بلغ من الصعوبة سهلاً.
اليوم ورغم فرحة الناس بسقوط نظام الأسد المجرم والراحة النفسية التي يعيشونها، لكن ثمة ممارسات مزعجة من الباعة وأصحاب البسطات والأكشاك العشوائية وغير المرخصة، وذلك بسبب غياب الرقابة والمحاسبة.
من يتجول في العاصمة دمشق، يرى بأم عينه مختلف البسطات من محروقات، وألبسة ومواد غذائية مهربة دخلت إلى البلاد من دون التأكد من سلامتها أو صلاحيتها ومن دون أي مقاييس جودة، ولكن يحكمها شيء واحد بأنها رخيصة مقارنة بالأسعار التي كانت سائدة أيام النظام المخلوع.
تلك المشاهد غير أنها تسيء للمنظر العام للمدينة، تعرقل السير وتتسبب بالازدحام المروري، ولا تقتصر على منطقة معينة، بل شملت المدينة وضواحيها ومختلف الأرياف التي تتميز بالكثافة السكانية.
بالتأكيد نحن لسنا ضد من يعمل أو يكسب لقمته بالحلال، لكن أن يتسبب بفوضى المكان والزمان والأسعار، فهذه مشكلة كبيرة، فيما لو تفاقمت، سوف تجد حكومة تصريف الأعمال أو المقبلة صعوبة بإلغائها، ولاسيما أن البعض من هؤلاء الباعة أقام الأكشاك وكساها وأنفق عليها، وبالتالي سوف يتسبب بفوضى لا تحمد عقباها، فالمطلوب ليس صعباً، وهو أن تلتزم جميع المحال التجارية أياً كان نشاطها، وعدم تجاوز البسطة لحرمة الأرصفة والطرقات، وحصرها ضمن العربة أو السيارة فقط بالنسبة للبسطات، وضمن المحل لأصحاب المحال، وتشديد الرقابة والمخالفة وعدم التهاون بذلك، وإيجاد حل وأسواق عامة لهؤلاء.