رنا بدري سلوم:
يفتقدُ العالم الأزرق إلى حراكٍ ثقافيّ اعتدناه بعد كل دعوة لحضور أصبوحةٍ شعريّة أو ندوة تثقيفيّة مسائيّة، لتكون غاية حضورنا الفعاليّة لقاء شركاء الحرف والحياة، هؤلاء الحالمون الذين يخيطون من خيالاتهم الإبداعيّة سلسبيل وجودهم.
لا أخفيكم القول إنّني اليوم أتوق لمراكزٍ ثقافيّة لمسارحٍ تضجّ بالحياة والموسيقا والغناء، ولندواتٍ ثقافيّة تعنى بالشأن الثقافي الاجتماعي أياً كان، مجرّد أنّني أشعرُ بالفقد وأظنّكم مثلي، يعني أنّنا حقاً نفتقد تفاعلنا الثقافيّ ورغبتنا بالمشاركة الجماعيّة وجماليّات الفنون بتشكيلها وتنوّعها، ثقافة تمثّل أحلامنا رؤانا وحريّتنا.
وبلحظة محاسبة للذات نعترف أنّنا كنّا نملّ من كثرة الدعوات لحضور الندوات والمعارض والمسرحيّات لأصدقائنا الفنانين والأدباء والشاعرات، كان الوقت يقف عائقاً في تلبيتها بآنٍ معاً، ومع ذلك لا تفوتنا لحظات متابعتها على صفحات التواصل التي تضجّ بفعاليّاتهم الثقافيّة والفنيّة من بث مباشر وفيديوهات ولقطات صور تذكاريّة، كل هذا كان يضعنا في أجواء الحراك الثقافي الذي يعاني اليوم ركوداً وهدوءاً بعض الشيء، وهو ما وصفه المثقفون الذين يرنون إلى ولادة جديدة لتبصر سوريا النّور بهويّة ثقافيّة وحريّة فكرية مسؤولة ومكتملة تضمّنا جميعنا.
فلطالما كانت الثقافة ذاكرة الشّعوب، فهل توافقونني الرأي أنه حان الوقت لذاكرتنا الثقافيّة أن تبدأ بالعصف الذهنيّ والتفكير بأسلوبٍ إبداعيّ، نصل به إلى أفكارٍ وطرقٍ جديدةٍ وخلّاقة بشكلٍ جماعيّ.