“براميل” النظام المجرم وصواريخه.. دمار هائل في حلب

الثورة – جهاد اصطيف:

نشر معهد تابع للأمم المتحدة يعنى بالبحث والتدريب في آذار من العام ٢٠١٩ أطلساً يبين مدى الدمار الذي لحق بالمحافظات والمدن السورية منذ بداية انطلاق الثورة السورية في العام ٢٠١١، من دون أن تشمل الدمار الذي خلفه النظام البائد على محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب لغاية آذار من العام ٢٠٢٠، وما تبعها من تدمير ممنهج جراء عمليات “التعفيش” التي كان يقوم بها أزلام النظام وعلى “عينك يا تاجر”، حتى قبل أن ينهار بيوم واحد.
وبحسب البحث الأممي، شهدت محافظة حلب أكبر نسبة دمار في سوريا، بوجود ٤٧٧٣ مبنى مدمراً كلياً، و ٤٦٨٠ مبنى مدمراً بشكل بالغ، و ١٦٢٦٩ بشكل جزئي، ليبلغ مجموع المباني المتضررة ٣٥٧٢٢ مبنى.

أمنية لم تتحقق بعد
بالطبع أمام هذا الواقع اصطدمت أمنية المهجرين، خاصة في الداخل بالعودة إلى منازلهم نتيجة ما خلفه قصف النظام البائد للمناطق المدنية، والسماح لـ “المعفشين” باستباحة منازلهم، لينهبوا ويدمروا ما لم تطله البراميل والصواريخ والقذائف وسواها، وأن الكثير من المهجرين توجهوا إلى منازلهم وبلداتهم وقراهم بعد السيطرة عليها من قبل إدارة العمليات العسكرية، لكنهم لم يستطيعوا العيش في منازلهم في الوقت الحالي، بسبب دمارها- إما بشكل كامل أو تعرضها لدمار كبير.
واقع مرير
ولعل موجات البرد القاسية في بلدات ريف إدلب الممتدة على طول الحدود السورية مع تركيا بدءاً من أطمة ومروراً بمنطقة حارم ووصولاً إلى ريف الساحل السوري- كما علمنا من العم خالد اصطيفي، وهو من أبناء الريف الغربي لإدلب، أثناء رحلة إلى القرية، عانى منها المهجرون منذ العام ٢٠١٣، والآن كما يقول: أجبر بعضهم على العودة إلى القرى رغم ما لحق بمنازلهم من دمار.
وروى لنا أن العديد من المقيمين في مخيم بلدة أطمة على سبيل المثال سارعوا إلى حزم أمتعتهم للعودة إلى منازلهم أو قراهم فور سقوط النظام البائد، ليصطدموا بالواقع المرير مرة أخرى إما بدمار منازلهم كلياً أو جزئياً، خاصة في الأحياء الشعبية، وتحديداً الشرقية من مدينة حلب، نظراً لكثرة البراميل المتفجرة التي تعرضت لها قبل سنوات، وكذلك الأمر بالنسبة للريف المتاخم للمدينة من مختلف الجهات.
“التعفيش” بمراحل..
والمعروف أن هذه الأحياء وتلك الأرياف تعرضت قبل انسحاب الفصائل منها في نهاية العام ٢٠١٦ للكثير من الدمار، لتدخلها ورشات “التعفيش” المعروفة بنهب الأثاث كمرحلة أولى، ثم الأبواب والشبابيك، الحديد والخشب، والبلاط والسيراميك وأشرطة الكهرباء ولوازم التمديدات الصحية من الجدران، وأخيراً سحب الحديد من أسقف المنازل.
وأوضح العم خالد خلال حديثه لصحيفة الثورة أن عددا من العائلات عادت إلى منازلها رغم عدم وجود أسقف أو أبواب أو نوافذ، فعملت على تغطية السقف بالشوادر، وغطوا النوافذ بالنايلون، وأجروا بعض الإصلاحات الأساسية، كون الحالة المادية لا تسمح لهم بأكثر من ذلك، بعد سنوات من النزوح والعيش في المخيمات.
ويقول: بعض العائلات توجهت إلى مناطق أخرى، واستأجرت منازل فيها إلى أن ينتهي فصل الشتاء الحالي قبل أن يعودوا إلى مدنهم وقراهم.
لم يتعرف على بيته
أسامة . ع، انتقل هو الآخر ليعيش في مخيمات الشمال السوري مع أسرته المكونة من خمسة أفراد، ولاحقاً انتقل إلى مدينة جنديرس، ومنها إلى منطقة عفرين قبل أن يستقر بأعزاز بريف حلب، دخل إلى قريته بعد طرد قوات النظام البائد منها، ولديه نظرة مسبقة عن حجم الدمار نتيجة وصول مقاطع مصورة تظهر أوضاعها خلال السنوات السابقة.
قال: عندما وصلت إلى مكان منزلي لم أعرفه بادئ الأمر، فقد تحول إلى كومة من الأحجار، لكن ما يواسيني هو أنني أستطيع الآن زراعة أرضي بعد غياب قسري لسنوات، وما يواسيني أكثر هو تأكيد رئيس الحكومة قبل أيام أن مسألة إعادة إعمار الأبنية المهدمة لتأمين عودة النازحين في شمال سوريا إلى منازلهم من أولويات الحكومة، وأن الإدارة السورية الجديدة لن تترك قاطني المخيمات حتى عودتهم إلى بيوتهم.
المهم أنها عادت
هذه هي حال العديد من المدن والبلدات والأحياء التي تعرضت لأبشع أنواع الخراب والدمار الممنهج، وها هي اليوم تعود، رغم مآسيها بعد نضال استمر لسنوات ضد الطاغية المخلوع بشار الأسد.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
"المركزي" يسعى لخطوات ناظمة تعيد الاستثمار إلى مكانه الصحيح والأكثر فائدة هيئة الاستثمار في طور إعادة الهيكلة الاستثمار بالزراعة أولاً إيقاف الودائع بالقطع الأجنبي.. خطوة جريئة أم مخاطرة اقتصادية؟ "البسطات العشوائية".. ظاهرة تتفاقم وباتت مشكلة فرنسا تصدر مذكرة اعتقال بحق الأسد الدمار في حلب.. وحشية بلا حدود قريباً.. مركز للنظافة في داريا بدايات جديدة لغدٍ أفضل تزويد محطات مياه طرطوس بالوقود في "دير ماما".. صناعة الحرير الطبيعي تدهورت زمن النظام البائد فهل ننقذها من الاندثار؟ مخبر "النيماتودا" في معبر نصيب للتأكد من سلامة الإرساليات النباتية إزالة الركام من حي المنشية في درعا البلد مراكز درعا الصحية تواصل تقديم خدمات اللقاح "براميل" النظام المجرم وصواريخه.. دمار هائل في حلب أسعار الخضار الشتوية في درعا انخفضت.. والمزارع خسر مكافحة آفة فأر الحقل في القنيطرة التعليم العالي تعمم أسماء الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا المعترف بها   "أولوية ترميم المدارس" بين التربية ومنظمة الانترسوس وبطريركية غوبا 16 ألف طالب في الامتحانات النظرية للمعاهد التقانية بجامعة دمشق