الثورة – كلوديا حسن:
هنا على هذا الكوكب المشبع بالأطماع والأحقاد والخلافات، تكمن بقعة صغيرة يخاطب الطفل فيها السماء سائلاً خالقها أريد دفئاً منك يا سيدي، فلم تعد هذه القماشات التي أتلفح فيها تدفئني، ولم يعد من بشر يمشي على أرض يسمعني، ولا يد تمتد لتنتشلني إلا يدك يا رب.
هذا واقع الأطفال في المخيمات التي تفتقد لأي مقوم من مقومات الحياة.. مخيم كفر عروق في ريف إدلب يصارع البرد والشتاء ويقف قاطنوه عاجزين، إلا عن ابتداع أساليب للتدفئة وسد الرمق، وكأنهم على مجرة أخرى منسية من هذا العالم، لا الطعام طعاماً ولا المسكن يؤوي، ولا الأقمشة المتناثرة- المسماة خياماً، باتت تقوى على الصقيع الذي مزق أطرافها كما تتمزق قلوب قاطنيها.
أين المجتمع الدولي من هذه المخيمات التي سمعت صراخ أبنائها السماء، ولم يسمع القائمون على حقوق الإنسان وحمايته من أوجاعهم.
عام كامل لم يعرف سكان هذه المخيمات العيش إلا في أمل العودة لبيوتهم، ولكن وحسب الأهالي أنه لا مقومات للعيش، ولا أمل بعودة، طالما أن الأمن مفقود حتى اللحظة في قراهم والواقع يشبه واقع مخيماتهم.. ففضلوا البقاء يصارعون المناخ، مفعمين بأمل العودة.