الثورة – جاك وهبه:
تعيش مخيمات “كفر عروق” في إدلب وضعاً مأساوياً جراء الظروف القاسية التي يواجهها قاطنوها، خاصة في ظل موجة البرد الشديد التي ضربت المنطقة هذا العام، فالمخيمات التي تأسست بعد تهجير أهلها نتيجة القصف العنيف الذي شنته قوات النظام السوري على المنطقة، أصبحت اليوم تجسد واقعاً مريراً للآلاف من المدنيين الذين فقدوا منازلهم ومصدر رزقهم.
تدهور ظروف الحياة
عشرات العائلات في هذه المخيمات يعانون من تدهور ظروف الحياة في خيام مهترئة لا توفر لهم الحد الأدنى من الحماية من البرد والأمطار، الأمر الذي جعل حياتهم لا تطاق، “الوضع في المخيم مأساوي، أمطار وبرد قارص، ولا يوجد تدفئة”، بهذه الكلمات اختصر أحد السكان معاناته، مشيراً إلى أن الخيام التي يقطنونها أصبحت في حالة سيئة ولا تقيهم من العوامل الجوية.
كما أضاف آخر قائلاً: منذ أكثر من عام لم نر أي مساعدات أو إعانات، ولم يتم توزيع أي مواد للتدفئة مثل الحطب أو العوازل، وكل ما نقوم به هو جمع الحطب من هنا وهناك أو بعض الأكياس التي نستخدمها للتدفئة، لكن الوضع يزداد سوءاً.
غياب الدعم الإنساني
ويعاني سكان هذه المخيمات من غياب الدعم الإنساني، حيث لم تصل إليهم أي مساعدات حقيقية أو تدخلات من المنظمات الإغاثية في الآونة الأخيرة، يقول أحد السكان: لم نر أي جمعية أو منظمة إغاثية توجهت إلينا، وقد أصبحنا نعيش في عزلة تامة عن العالم الخارجي.
المخيمات التي كانت في البداية مخصصة لإيواء النازحين قد تحولت مع مرور الوقت إلى واقع دائم، إلا أن الأمل في العودة إلى بلداتهم وأراضيهم التي دمرها القصف أصبح حلماً بعيد المنال، يضيف أحد النازحين: “لا أستطيع العودة إلى بلدتي، فقد أصبحت كومة من التراب، ولا يوجد فيها أي مقومات للحياة”.
تدخل عاجل
إن الوضع في هذه المخيمات يتطلب تدخلاً عاجلاً من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، ليس فقط لتوفير الحماية من البرد القارس، بل لتقديم الدعم اللازم لتحسين ظروف الحياة اليومية لهؤلاء النازحين الذين فقدوا كل شيء نتيجة الصراع المستمر، إن هذه المأساة تستدعي تكاتف الجهود لإغاثتهم وتحقيق الحد الأدنى من الأمل في حياة أفضل.

السابق