فريال زهرة
تجاهل العالم أم تناسى- بكل منظماته ومؤسساته الإنسانية- قضية اللاجئين السوريين في المخيمات في الخارج والداخل، كأكبر كارثة وأزمة إنسانية خلفها إجرام النظام البائد وبراميله المتفجرة.
وأياً تكن مبررات التجاهل اللا إنساني تلك، فلم يعد مقبولاً ولم يعد ممكناً إغماض العيون عن تفاقم الآلام والمآسي لعشرات الآلاف من سكان المخيمات.. من أطفال ونساء ومسنين، وعائلات بأكملها هربت خوفاً على حياة أبنائها، تعيش اليوم هائمة على وجه الأرض من دون أي مقومات للحياة تحفظ كرامتها الإنسانية وتلبي أبسط حاجاتها في الحياة، عراة حفاة، أقل ما يقال: بلا مأوى، بلا ماء أو طعام أو دواء أو صحة أو تعليم.. حتى من دون ما يسمى خيمة تقي البرد والشتاء أو حر الصيف.
انعدام المساعدات، أو توقفها، أو ندرتها، منذ عدة أعوام حول الوضع السيئ إلى أسوأ بكثير، وإلى حياة لا تطاق لآلاف العائلات المنسية في الخارج والداخل على حد سواء.
اليوم- إن كنا عاجزين فعلاً عن مد يد العون لهم في الخارج مباشرة، فلم يعد مقبولاً أو مبرراً غض الطرف عن معاناة اللاجئين في الداخل، ندرك أن عودتهم إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم المهدمة يشوبه العديد من الصعوبات، لكن ما لا ندركه فعلاً هو عدم إدراجهم في الخطط الحكومية العاجلة والطارئة لمؤازرتهم وعونهم بكل الأشكال.
منذ أسابيع نشهد مبادرات تطوعية فردية ومؤسساتية، ونشهد دعماً ومساعدات كبيرة من الأشقاء العرب وغيرهم، وعلى الرغم من أهميتها وجماليتها في تضميد الجراح إلا أنها بعيدة عن المحتاجين لها فعلاً منذ سنوات.
آن الأوان اليوم لتطويع المبادرات والمساعدات باتجاه الأكثر حاجة وضرورة في هذه الظروف، سكان المخيمات، ويكفي ما عانوه من انعدام الخدمات والحياة لأسرهم وأطفالهم، ما المانع أن تصب كل المساعدات الخيرية باتجاههم لتعويضهم بعد كل معاناتهم، أليس من حقهم أن يشعروا على الأقل بالدفء والوقوف معهم بما دفعوا من أثمان وأكلاف للحرية التي ننعم بها اليوم، ريثما تأتي الحلول الشاملة والمناسبة لعودتهم إلى بيوتهم آمنين مطمئنين؟! نأمل الاستجابة..