The New Arab :  مقابر سوريا الجماعية تفضح  دكتاتورية الأسد

الثورة – ترجمة ختام أحمد:
مع سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024، بدأت المقابر الجماعية تظهر على السطح في جميع أنحاء البلاد، ما كشف عن جهود النظام المنهجية للتخلص من الجثث سراً.
ومن أبرز الاكتشافات الأخيرة مقبرة جماعية في القطيفة بالقرب من دمشق، تحتوي على ما لا يقل عن 100 ألف جثة.. ويُعتقد أن الضحايا تعرضوا للتعذيب حتى الموت أو أعدموا في المستشفيات العسكرية والسجون في مختلف أنحاء البلاد.
وقال رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، لـ«العربي الجديد »، إن منظمته وثَّقت ما لا يقل عن 113 ألفاً و218 شخصاً اعتُقلوا أو اختفوا في سوريا بين آذار 2011 وآب 2024.
وأضاف فاضل في تصريح لـ«العربي الجديد»: «يجب أن نضمن أن يتم التعامل مع قضية المقابر الجماعية بطريقة تحترم كرامة المتوفى وتحقق العدالة للضحايا ومحاسبة الجناة».
وأكد على أهمية الحفاظ على سلامة مواقع المقابر الجماعية، قائلاً: “تنصح الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمنع العبث والتدنيس في مواقع القبور، وتوثيقها ووضع المعالم عليها، وقبل كل شيء يجب احترام كرامة الميت”.
كما تم العثور على مقبرة أخرى في حمص ويشرف أبو شام على هذه المقبرة  وتدعى تل النصر، حيث يقول إنه دفن فيها آلاف الجثث منذ بدء الثورة في عام 2011.
وفي حديثه لـ« العربي الجديد»، روى سنوات من التواطؤ القسري في عمليات نظام الأسد.
“منذ عام 2011، أصبحت مقبرتي شاهداً صامتاً على الفظائع التي ارتكبها النظام”، كما يقول. “كنت أستقبل جثثاً منهم كل يوم”.
ويقول أبو شام إنه عند وصول الجثث، كانت تُكدس فوق بعضها البعض في ثلاجة مستشفى الشهيد عبد القادر شوفة العسكري، وهو مكان اشتهر بتعذيب وإعدام الناشطين والجنود المنشقين، وقد كانت الجثث تحمل آثاراً جسدية نتيجة للوحشية.
ويروي أبو شام: “كانت الجثث في كثير من الأحيان متحللة أو معذبة أو محروقة. أخبروني ألا أخبر أحداً عن القبور”.
وفي حالات نادرة، كان يتعرف على الضحايا باعتبارهم أفراداً من مجتمعه.
وكان يحاول مساعدة الأسر الحزينة في تحديد أماكن قبور أحبائها.
ويقول: “لقد اعتُقلت عدة مرات لمحاولتي إخبار الأسر بمكان دفن أحبائهم”.. وفي بعض الأيام الأكثر سوءاً، دفن ما يصل إلى 50 جثة، وقدر أن المقبرة تضم آلاف الضحايا، ووصف استخدام صفائح معدنية لفصل الجثث، وهي تفاصيل قاتمة أكدها شاهدان عيان ساعداه.
لسنوات، أسكت الخوف أبو شام، وامتنع عن إبلاغ العائلات عن قبور أحبائهم بسبب التهديدات من قوات النظام، ولكن مع سقوط الأسد، شعر بأنه مجبر على التحدث.
وقال: “أريد فقط أن أعيد جمع الناس مع قبور أفراد عائلاتهم. وهذا شيء لم أستطع أن أفعله في عهد النظام”.
لا يقتصر ألم المفقودين في سوريا على مواقع القبور، ففي مختلف أنحاء البلاد، تبحث الأسر بشكل يائس عن أحبائها.
يقول جهاد، وهو سائق يبلغ من العمر 33 عاماً من دمشق اختفى شقيقه في بداية الثورة ، لـ «العربي الجديد»:  «اختفى أخي في الأيام الأولى للثورة، نشتبه أنه كان معتقلاً في أحد السجون، لكن ليس لدينا أي دليل».
“وعندما سقط النظام ولم يخرج مع بقية السجناء، عرفنا أنه مات، وحزنت عليه والدتي من جديد”.
وتتردد أصداء قصة جهاد في قصص أخرى لا حصر لها. “نحن سعداء برحيل الأسد، لكننا أمة في حداد، وإلى أن نعثر على المفقودين ونمنحهم دفناً لائقاً، فإن جراحنا لن تندمل أبداً.
وكانت تكتيكات النظام المتمثلة في تحديد الضحايا كأرقام، ومحو الهويات، والتخلص من الجثث في سرية، محاولات متعمدة لنزع الصفة الإنسانية عن معارضيه وقمع المعارضة. لقد خلقت هذه الأفعال مأساة وطنية تتجاوز الدمار المرئي الذي خلفته الحرب.
المصدر _ The NewArab

آخر الأخبار
افتتاح أول فرن مدعوم في سراقب لتحسين واقع المعيشة " التنمية الإدارية" تُشكل لجنة لصياغة مشروع الخدمة المدنية خلال 45 يومًا تسويق  72 ألف طن من الأقماح بالغاب خطوط نقل جديدة لتخديم  5  أحياء في مدينة حماة مستجدات الذكاء الاصطناعي والعلاجات بمؤتمر كلية الطب البشري باللاذقية تحضيرات اللجنة العليا للانتخابات في طرطوس الوزير الشيباني يبحث مع رئيسة البعثة الفنلندية العلاقات الثنائية تناقص مياه حمص من 130 إلى 80 ألف م3 باليوم تحضيرات موتكس خريف وشتاء 2025 في غرفة صناعة دمشق وزارة الخزانة الأمريكية تصدر الترخيص 25 الخاص بسوريا .. رفع العقوبات وفرص استثمارية جديدة وتسهيلات ب... مجلس الأمن يمدد ولاية قوة "أوندوف" في الجولان السوري المحتل إعلام أميركي: ترامب يوقع اليوم أمراً تنفيذياً لتخفيف العقوبات على سوريا عودة مستودعات " الديسني" المركزية بريف بانياس تكريم الأوائل من طلبة التعليم الشرعي في التل انعكس على الأسعار.. تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار "الاقتصاد".. منع استيراد السيارات المستعملة لعدم توافق بعضها مع المعايير ١٥ حريقاً اليوم ..و فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لوقف النيران الشيباني يبحث مع وفد من“الهجرة الدولية” دعم النازحين وتعزيز التعاون "السودان، تذكّر" فيلم موسيقي عن الثورة والشعر ٥٢ شركة مشاركة... معرض الأحذية والمنتجات الجلدية ينطلق في حلب