عرقلها النظام البائد.. نقل كلية الآداب إلى مدينة السويداء مطلب ملح

الثورة – رفيق الكفيري:

منذ نحو ستة عشر عاماً، لم تتوقف مطالب طلبة كلية الآداب الثانية في عريقة ومدرسيهم بنقل مقر الكلية من بلدة عريقة إلى مدينة السويداء، وذلك لأمرين اثنين: بعد مكان الكلية عن المدينة عشرات الكيلومترات، وعن بعض أرياف المحافظة قد يصل في بعض المواقع إلى 80 كيلومتراً.. وهذه المسافات أثقلت كواهل الطلبة وأهاليهم لما رتبه ذلك من أعباء مادية كبيرة.
والأمر الثاني، عدم توفر وسائط النقل والسكن الجامعي، وهذا ما أثر لدرجة كبيرة على المخرج التعليميّ والثقافيّ، فلا يجد الأساتذة الوقت الكافي لإنهاء المقرّرات على نحو مقبول نتيجة تقليص الساعات الدرسية، وكذلك لا تجد الأقسام العلميّة متّسعاً من الوقت لإقامة الأنشطة الثقافيّة فالدوام لا يتجاوز أربع ساعات.
مطلب محق استمر لسنوات عديدة، لكنه لم يجد آذاناً صاغية من المعنيين وأصحاب القرار في العهد البائد، بل كانوا يضعون العصي في العجلات في هذا الموضوع.
عرقلة مقصودة
وبين عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب الثانية بفرع جامعة دمشق في السويداء الدكتور نايف شقير لـ”الثورة” أنه صدر مرسوم إحداث كلية الآداب في السويداء بتاريخ 15/8/2005، ومن ثم المباشرة بالتدريس فيها، وكان هذا حلماً راود أهل المحافظة بطلابها وذويهم والمقيمين فيها، لما يحمله من دلالات وما يقدّمه من خدمة للمجتمع ثقافيّاً وعلميّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً، وفوق كلّ هذا ما تقدّمه الكليّة من فرص التواصل وتوثيق اللحمة الوطنيّة بين أبناء سوريا، واختيرت بلدة عريقة مؤقّتاً مقرّاً لكليّة الآداب لوجود بناء مناسب، هو بناء مركز إنعاش الريف بالمحافظة، وكانت الخطّة أن يداوم الطلاّب هناك لزمن محدود ريثما ينتهي البناء الخاص بكليّة الآداب قرب المدينة، ولكنّ واقع الحال في الكليّة بعيد عن هذه الطموحات، بل إنّ بعض الوقائع والأحداث جاءت بنتائج عكسيّة على المستويات كافّة التعليميّة والثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والأمنية.
ونوه بتجديد المطالب بنقل الكلية إلى مدينة السويداء بعد أن “تكسرت العصي التي كانت توضع في العجلات” لمنع هذا الأمر، مضيفاً: مطلب حقّ نرفع به صوتنا وقد انتهى عهد التسلّط والبلطجة المحميّة بشعارات فارغة كان يطلقها الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على هذه المحافظة، ومكثوا في مركز القرار في دمشق.
بطاقة حمراء مرفوعة
وذكر الدكتور شقير أنه كلّما طالبنا بنقل مقرّ الكليّة من عريقة إلى السويداء، مع اقتراح أبنية مناسبة في المدينة، رفع ذلك الهارب، وزير القصر، آنذاك في وجهنا بطاقة حمراء مكتوباً عليها (هذه توجيهات سيادته فلا تناقشوا)، وكان آخر تلك الأبنية بناء المعهد الفندقيّ القائم في جمعية الرعاية الاجتماعيّة، ذلك المقرّ الممتاز الذي وقع الدكتور رئيس جامعة دمشق عقد إيجاره مع الجمعيّة، وحين علم ذلك الفاسد بالأمر أوعز إلى وزير التعليم العالي برفض الإجراء والحجة دائما (هذه توجيهات سيادته!!!).
ظلم طال الجميع
وأشار الدكتور شقير إلى أنّ بقاء الكليّة في عريقة ظلم للطلاب وذويهم، وظلم للكادر التدريسيّ والإداريّ فيها، وقد سنحت الفرصة المناسبة الآن بنقل الكليّة إلى مقرّ فرع حزب البعث سابقاً ليكون منارة معرفيّة وثقافيّة تستفيد منها الأجيال، فنأمل ألا تضيع هذه الفرصة مرّة أخرى، فيقترن اسم ذلك الفاسد عدوّ أهله في المحافظة الذي كان يعرقل نقل الكليّة بأسماء الرافضين لذلك.
وإن انتقال كليّة الآداب إلى مقرّ فرع الحزب بالسويداء “مسألة فيها نظر”، فهو مطلب ملح لننهض بهذا الصرح الحضاري والعلمي والثقافي من جديد.
المحرر..
بعد عملية التحرير وبزوال من كان يقف عائقاً أمام تنفيذ هذا المطلب الملح، حان الوقت لتحويل أماني وتطلعات طلاب كلية الآداب الثانية بالسويداء ومدرسيهم وأهاليهم إلى حقيقة بنقل مقر الكلية في بلدة عريقة إلى مركز المحافظة، بعد توفر المكان المناسب، لتنتهي معاناتهم التي استمرت لسنوات عديدة، رتبت عليهم أعباء مادية ونفسية، أثقلت كواهلهم، وشكلت هاجساً مقلقاً لهم على الدوام، ولسنا بحاجة إلى هدر المزيد من الوقت، وكلنا أمل بتحقيقه في أسرع وقت ممكن.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
هاتريك المرموش يعيد الحياة للسيتي جدارية فنية بدرعا لقيصر "المذهان" بطل توثيق جرائم النظام اليوم.. ناشئاتنا يدافعن عن لقبهن في نهائي غرب آسيا إبداع من أجل الحياة ماذا تحتاج سوريا؟ لأن التخطيط سمة النجاح.. نحتاج لوصفة واقعية سورية بامتياز أهالي من جديدة عرطوز لـ الثورة: قوات الأمن قدمت لنا الخدمات والمازوت للمدارس خطط لإعادة الإعمار مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية انخفاض في درجات الحرارة وهطولات مطرية متفرقة رحلته بدأت مع حصار النظام البائد.. الخبير البكر لـ"الثورة": إدلب نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي والزر... نابولي يفشل بالفوز للمباراة الثالثة توالياً سلتنا تفتتح معسكرها في قطر بالفوز قمة البوندسليغا لاغالب ولامغلوب خبير مصرفي لـ"الثورة": الطلب على الدولار استهلاكي.. وما نحتاجه أن يكون إنتاجياً "الأغباني" عراقة الزخرفة على القماش أسعد فضة مكرَّماً في "أيام الشارقة المسرحية" غابت حكايا الجدات هل الإبداع هذيان..؟ "المتحدة" تتبرع بمواد مخبرية لمستشفى درعا الوطني الإنترنت يعود لمحافظة درعا.. مجموعات تخريبية تكرر استهداف الكبل الضوئي