لانزال نذكر كتاب أدب الحياة لتوفيق الحكيم، الذي كان ذات يوم مقرراً في سبعينيات القرن الماضي في الشهادة الثانوية، والكتاب كما كل المرحلة من لون الأدب الملتزم الذي ينطلق من المجتمع ومن أجله، هذا يعني الارتقاء بذائقة وقيم المجتمع، ومن ثم السمو به إلى حيث يجب أن يكون.
الكتاب هو مجموعة من المقالات الرائعة يمزج فيها ما بين الواقعية في عصره، والتخيلات والآمال التي عقدها في المستقبل، نقلها لنا الحكيم في كتاب تميز بالخيال والواقعية والعمق في آنٍ واحد دون تعقيد أو غموض.
في هذه المرحلة التي يعبرها المجتمع السوري نحن اليوم أحوج ما نكون لهذا اللون من الأدب والإبداع الذي ينطلق من الحياة السورية، وليس تهويمات من الخيال لا معنى لها.. نحتاج لإبداع يحاكينا ويمثلنا ويجسد واقعنا بكل وضوح وعمق.
الكل معني بهذا، والإبداع ليس شعراً وقصة ورواية أو غيرها من الفنون وكفى، بل هو كل ما نقوم به، إنه فعل إبداع يجب أن يتقن ويكون موجهاً من المجتمع وله.
“أدب الحياة” في بلادنا لن يكون حقيقياً إلا إذا كنّا جميعاً عميقين متحدين في فكرنا وعملنا وعطائنا وثقافتنا، فبذلك يمكننا القول إن أدب الحياة أصعب، وربما أهم من “أدب الكتب” لأنه أكثر اتساعاً وغوراً وشمولاً، لأنه يشمل الكتب والحياة معاً.

السابق