الثورة – رسام محمد:
حول مضامين خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس أحمد الشرع، أشاد عدد من الصحفيين في لقاءاتهم مع صحيفة الثورة بما جاء فيه من برامج واضحة ورسائل مطمئنة، والحرص على مشاركة جميع فئات الشعب مما يدعو للتفاؤل.
حيدر: خطة واضحة المعالم
الكاتب والصحافي زياد حيدر- المحاضر في جامعة برشلونة المستقلة، أكد أن الرئيس الشرع قال: هذا ما كنا نأمل سماعه منذ اللحظات الأولى لسقوط النظام، وإن كان قد تأخر حتى الآن، فإن الأهم هو أن الشعب استمع إلى خطة عملية بخطوات واضحة المعالم للطريق الذي ستسلكه الرئاسة الجديدة، وإن كان من دون تحديد تواريخ واضحة.
وقال: ما قرأته من كلام الرئيس، أننا الآن سنبدأ بناء الدولة، وأن هذه الفرصة التاريخية لا تخص الفئة الحاكمة وحدها، وإنما كل الشعب، من شبابه وكباره، نسائه ورجاله، من في الداخل ومن في الخارج، وهذا أيضاً مشجع، ومثير للحماس، ويدعو للتفاؤل، طبعا يبقى أن تبدأ الخطة مسارها العملي، وأن تحدد المواعيد الواضحة ويبدأ التنفيذ، وأن يشعر كل منا أياً كان تفكيره السياسي أو انتماؤه العقائدي، بأن الدولة الناشئة ، أو الجمهورية الخامسة كما سماها البعض، هي جمهوريته وشارك ولو بالحد الأدنى بتشكيلها ورسم مستقبلها.
عجيب: رسائل مطمئنة
وأشار رئيس تحرير صحيفة الوسط الصادرة في باريس الصحافي طارق عجيب، إلى أن الخطاب المقتضب الذي أدلى به الرئيس الشرع، تضمن رؤيته للمرحلة الانتقالية- وإن كان بشكل مختزل، وبتركيز على الشأن الداخلي أكثر من الشأن الخارجي، وكشف الخطاب ملامح خارطة طريق للمرحلة المقبلة تستند إلى خطوات قانونية وتنظيمية ودستورية لإدارة المرحلة الانتقالية، وهي خطوات ضرورية تسهم بشكل أكيد في طمأنة الشارع السوري، وفي تحقيق استقرار وأمن وأمان،وضمان تشاركية كاملة في إدارة البلاد.
وتابع: كما أن الرئيس الشرع دعا الشعب السوري وجميع القوى والأطراف الفاعلة في الداخل إلى الانضمام إلى الدولة، ومؤسساتها والمشاركة الكاملة والفعلية في بناء سوريا الجديدة بالشكل الذي يعتز به كل السوريين.
واعتبر الخطاب إعلاناً ببدء ترجمة التصور الذي وضعه الرئيس الشرع وإدارته لسوريا الدولة، ومن المفترض أن تبدأ الخطوات العملية لخارطة العمل خلال أيام قليلة.
ولفت إلى أن الخطاب استطاع أيضاً أن يرسل رسائل إيجابية ومطمئنة لكل القلقين والمتوجسين من مستقبل البلاد في ظل أوضاع مازالت متردية بشكل كبير على كل الصعد، وخاصة المعيشي والأمني منها، وتأكيدات لكل المشككين بنوايا الإدارة الجديدة بعدم إجراء حوار وطني أو العمل بسرعة على اتخاذ الخطوات القانونية والدستورية التي تؤسس بشكل صحيح لبناء دولة القانون والمؤسسات، دولة مبنية على العدل والتشاركية ورفض الفساد والمحسوبيات.
العمر: مشاركة الجميع في البناء
وقال الدكتور في كلية الإعلام محمد العمر: إن الخطاب جاء مختصراً وعميقاً من رجل دولة بامتياز حيث وضع الخطوط العريضة لمستقبل سوريا الجديدة، وكيفية إدارتها بصفته رئيساً للبلاد خلال الفترة الانتقالية، وأكد على ضرورة مشاركة جميع فئات الشعب السوري في الداخل والخارج في بناء سوريا الحرة التي عاث فيها النظام المجرم وعصاباته فساداً وخراباً، والنهوض بوطننا الحبيب ومواجهة التحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة المصيرية التي تمر بها البلاد، وذلك من خلال تأسيس لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر يملا الفراغ الدستوري، وتشكيل حكومة انتقالية تضم جميع شرائح المجتمع تعمل على بناء مؤسسات الدولة والتحضير لعقد مؤتمر حوار وطني يكون منصة للنقاش وتبادل الأفكار وفرض سيادة الدولة على كل الأراضي السورية.
مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الفضل في هذا النصر العظيم يعود لدماء الشهداء وتضحيات الثوار الجسام، مؤكداً ضرورة محاسبة المجرمين القتلة التي تلطخت أياديهم بالدماء.
العودي: وثيقة للمرحلة الانتقالية
رئيس تحرير صحيفة الرأي الثالث الإلكترونية اليمنية الصحفي عادل العودي قال: إن خطاب الرئيس الشرع بداية مرحلة جديدة كتبت بدماء السورين وسيخلدها التأريخ بأنصع صفحاته.
وأضاف: إن خطاب النصر وضع اللبنة الأساسية الصحيحة لمستقبل بناء سوريا، وحدد المرحلة القادمة على أساس العدالة الانتقالية والتوافق الوطني والسلم الأهلي وبناء جيش وطني يستلهم ولاءه من وإلى الوطن بعيداً عن الولاءات الضيقة.
وأشار إلى أن خطاب النصر في ظل التطورات السياسية المتسارعة في سوريا، شكل وثيقة أساسية للمرحلة الانتقالية، ومثل الإطار الجامع الرئيسي للحل السياسي وتنظيم عملية الانتقال السياسي في سوريا، إذ وضع هذا القرار خارطة طريق واضحة، تضمنت:
– بدء مفاوضات سياسية بين الأطراف السورية برعاية الأمم المتحدة.
– تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية.
– صياغة دستور جديد يضمن حقوق جميع السوريين.
– إجراء انتخابات ديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة خلال 18 شهرا من بدء العملية الانتقالية.
– وقف إطلاق النار باستثناء العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية.
– تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق السورية.
– ضمان عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم بأمان.
خطاب النصر شدد على ضرورة إعداد إطار دستوري يضمن حقوق جميع السوريين، ولاسيما الحقوق السياسية والمدنية للأقليات والمكونات، تمهيدا لإقامة نظام جديد يعكس تطلعات الشعب السوري، وتحقيق السلم الأهلي وتعزيز السيادة الوطنية.
#صحيفة_الثورة