الثورة – فؤاد العجيلي:
أربعة وخمسون عاماً كان خلالها النظام البائد يدس السم بالدسم تحت مسميات عدة، مستغلاً العواطف الدينية والوطنية والانتماءات الإنسانية حتى تمكن من بناء جيل أقل ما يمكن أن يقال عنه “جيل مغسول دماغه”، ولكن يأبى الله إلا أن تعود الشام إلى فكرها النير المستوحى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فكانت ثورة الأحرار عام ٢٠١١ والتي قدم خلالها أبناء شعبنا أرواحهم لتشع شعلة الإيمان في بلدنا.
اليوم وبعد أن تحقق الانتصار وانهزم النظام البائد وزبانيته، بدأت سوريا ترسم ملامح مستقبلها من خلال خطاب يمكن أن نطلق عليه “البلاغة في الإيجاز” فبكلمات موجزة حدد الرئيس أحمد الشرع ملامح مستقبل سوريا، وكانت الدعوة إلى العلم والمعرفة إحدى ملامحها حيث قال: (سنصنع سوريا المستقبل، سوريا منارة العلم والتقدم، زملاء الأمن والاستقرار ، سوريا الرخاء والتقدم والازدهار).
ومن خلال قراءة متأنية لهذه المفردات نجد أنها تحمل بعداً بلاغياً، حيث لا مستقبل من دون علم، ومستقبل سوريا سيرسمه أبناء الوطن الذين يحملون لواء العلم والمعرفة والإيمان، لأن تاريخ سوريا تاريخ طهر وعفاف، لا تاريخ عهر وإسفاف ، تاريخ تشهد عليه حجارة الشام بكل مناطقها وعلى كامل جغرافيتها.
ومن أهم ما يميز ملامح المستقبل أن كل تقدم وازدهار لا يمكن أن يتحقق من دون المرور ببوابات العلم والمعرفة، وهذا ما حدده الرئيس الشرع خلال كلمته، وعلينا كمواطنين ترجمة هذه الرؤية عبر سلوكياتنا من خلال توجه أبنائنا لمتابعة تحصيلهم الدراسي علماً ومعرفة.
#صحيفة_الثورة
التالي