“حكومة الإنقاذ”.. من فكرة إلى أنموذج لإدارة الدولة

الثورة – بتول عبدو:

في ظل الحصار الجائر الذي تعرض له الشمال السوري أيام النظام البائد، كان لابد من تشكيل حكومة مدنية تدير شؤون مدينة إدلب والمناطق المحررة، فاتفق عدد من الأكاديميين هناك على تشكيل الحكومة تحت اسم “حكومة الإنقاذ” التي اعترفت بها هيئة تحرير الشام بعد فترة قصيرة، ودعمتها وشاركتها التمويل عبر صندوق الهيئة، وواردات المعابر السورية التي تسيطر عليها الأخيرة.
تحديات ورفض
وفي وقتها رفض الائتلاف السوري المعارض، الذي يقيم خارج سوريا، تشكيل هذه الحكومة، لكن الأمر الواقع فرض نفسه واستطاعت حكومة الإنقاذ أن تتابع وتعزز من نفوذها في الشمال السوري، وأسست عدة وزارات، من بينها وزارات (التعليم،الصحة، الكهرباء، البيئة، الزراعة وغيرها)، وسلمها قائد العمليات آنذاك، الرئيس أحمد الشرع أعمال الشرطة بعد تأسيس وزارة الداخلية.
وأصبحت هذه الحكومة مسؤولة عن اللاجئين والخدمات وكل الشؤون المدنية، على الرغم من محدودية الموارد وقلتها.
برنامج إنقاذ متنوع
حكومة الإنقاذ أقامت المؤتمرات والمعارض، من بينها معرض الكتاب ومعارض للتقنيات والبرمجة ودعمت العروض المسرحية والاجتماعية، وكانت إدلب ورشة ضخمة لتدريب الثورة السورية على العمل الميداني.
وفي لقاء مع قناة MBC، أكد نائب هيئة تحرير الشام أحمد دالاتي أن إدلب تحسنت خلال الأربع سنوات الماضية بشكل كبير جداً، بجهود المسؤولين في حكومة الإنقاذ التي أدت نموذجا رائعاً في الشمال، وشكلت بيئة تدريبية عملية لإنتاج نظام الحوكمة ومفاهيم الدولة وتدريب العاملين على ممارسة العمل المؤسساتي، سواء داخل مؤسساتهم أم خارجها مع المؤسسات الأخرى.
وشرح دالاتي كيف استطاعوا طرح عنوان حكومة ووزارات على الرغم من استهجان الكثيرين، لأنها من حيث المضمون وعدد العاملين والمساحة الجغرافية، لم تكن تعبر عن وزارة بشكل متكامل، لكن كان القصد أن يتدرب العاملون فيها على عمل الوزارات، وأن يمارسوا الأعمال المنوطة بهم بالتدريب، وأضاف:اختبرنا أنفسنا على هذا الأمر وقدرتنا على خلق بيئة حقيقية لممارسة العمل الحكومي والتعبير عن أنفسنا كدولة.
استثمارات خارجية
واستطاعت حكومة الإنقاذ استقطاب استثمارات خارجية وبناء مدينة صناعية واستقطبت التجارة، وحققت اكتفاء ذاتياً بأكثر من مجال، وقللت من الحاجة للخارج وخاصة فيما يتعلق بالمواد الأساسية.
وقال دالاتي: إننا جارينا السوق الاقتصادي، صحيح أننا أخطأنا أحيانا، لكننا تعلمنا وحاولنا ردم الثغرات وكنا بيئة تدريبية عملية ضاغطة ولدت خبرة كبيرة عند الناس على الرغم من الظروف الإنسانية الصعبة.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S