الثورة – همسة زغيب:
لم يكن خطاب النصر مطولاً ولا إنشائياً ولا إعلامياً، بل كان معبراً، واقعياً، لأنَّه سوري حقاً، وبكلمات تلامس العقول قبل القلوب، ونقاط وضعت على الحروف في بلد متعب انتقل من الماضي المجهول إلى بدايات المستقبل والطموح في كلمات موجزة انتشر صداها في عموم البلاد لخصَّت ما في عقول السوريين وقلوبهم من كل أنواع المعاناة، والتحليل للماضي والحاضر ليأتي الرئيس أحمد الشرع بكلمات وصفها السوريون بالواقعية ومحاكاة المنطق ولغة عربية فصحى وعبارات مفهومة وخطاب لم يتجاوز 15 دقيقة، استطعنا فهم أهداف الخطاب، إذ تحثُّ على الخير والعمل والنهوض بالبلد، ويوضع على كل جرح في كل ثانية من الخطاب كمية الشفاء جرعة تحمل ولادة ليست كأي ولادة، يندمج فيها الكلام بالفعل كي يهدىء النفوس ويضع أملاً لبدايات كانت توصف بالمستحيلة، وأصبحت حقيقة تبني الأوطان بالخير والتسامح والاستقرار تعييد للسوريين الأمن والأمان والاستقرار.
اختصر الشرع بكلماته كل ما يخطر ويجول في أذهان الشعب، وفي دقائق معِّبرة حاكت عقولنا ولامست قلوبنا، موضحاً أنَّ الثورة الحقيقية ثورة الفكر والعلم والثقافة لننهض ببلدنا الغالي إلى بر الأمان، ونبقى كما كانت سوريا عبر العصور والتاريخ عنواناً للحضارة الحقيقية الأصيلة.
مدير المركز الثقافي في أبي رمانة عمار بقلة قال: إن الخطاب وطني بامتياز ينطوي على التواضع مطمئناً الشعب السوري، ويحمل أفكاراً وإصلاحات تنهض بسوريا، وتفتح باب أمل كبيرا للبلد، وتعكس تطلعات الشعب السوري بمختلف مكوناته، مؤكَّداً على أهميَّة بناء دولة تحفظ حقوق وواجبات الجميع، بالحوار والتعاون بعد أن أنهكت الحرب الشعب السوري، وتطلع إلى حلول عملية تعالج جذور الأزمة، وتؤسس لدولة موحدة ذات هوية، وله دور كبير في مستقبل البلاد ونهوضها.
بدوره مدير المركز الثقافي في شهبا مرعي ركاب قال: كلنا أمل بخطاب رئيس الجمهورية السورية دون أي شك وأملنا كبير في اللحظة التاريخية المهمة بعد سقوط النظام والتخلص من الاستبداد والظلم والإجرام وبناء دولة جديدة برؤية صادقة، فإذا تحرر الناس من الاستبداد والطغاة عاشوا حياة طبيعية لا ظلم فيها، مبيناً أنَّ معنى الحرية كبير لمسناه حين دعا الرئيس السوريين للمشاركة في بناء وطنهم الجديد القائم على العدالة مستشهداً بقوله: “أنا خادم لوطننا الجريح وليس حاكماً عليه” ما يدلنا على ما يحمله في نفسه من التواضع والإنسانية والراحة للنهوض ببلدنا والبدء بمرحلة بناء الإنسان، ومن ثم بناء الوطن لأنَّ الوطن السليم بالإنسان السليم، نحتاج الكثير من الوعي والتسامح، رغم كل التحديات الكبرى وتتطلب توازناً دقيقاً ونجاحها يعتمد على قدرتها لبناء توافق وطني شامل يمهد لمرحلة من الاستقرار والتنمية.
كما اعتبرت مدير الأنشطة في النافذة الثقافية في صيدنايا حنان خشوف أنَّ كلمة الرئيس تناولت القيم الإنسانية والحضارية لأنَّها من أهم المقومات الضرورية، ومعيار أساسي نابع من إيمانه بالله أولاً وبشعبه ثانياً، لذا لا تبحثوا عن مجد باطل حسب معايير العالم بل ابحثوا عن مجد أبدي في السماء تنهض البلاد والشعوب وترتقي، بالعدل، والتعاون، والإيجابية، والتسامح، والتعايش، والرحمة، والصدق، والأمانة، وغيرها، جميعها تحمل قيماً نبيلة لمسناها في خطاب النصر بعد أن سيطر عليها المستبدون والطغاة، وتحكّموا في مصيرها وخيراتها، واستهتروا بالحريات العامة، وتكميم الأفواه، ومنع حرية التعبير.
#صحيفة_الثورة