الثورة – ناصر منذر:
في ثاني زيارة خارجية له، بعد المملكة العربية السعودية، وصل السيد الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق مساء اليوم إلى تركيا، لإجراء مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وكبار المسؤولين الأتراك، تتناول العديد من القضايا الجوهرية التي تخدم مصلحة البلدين الجارين والصديقين.
وبعد الوصول، استقبل الرئيس أردوغان الرئيس الشرع والسيد أسعد الشيباني وزير الخارجية في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.
اختيار تركيا، لتكون مقصداً للزيارة الخارجية الثانية للرئيس الشرع، لها أهميتها ودلالاتها العميقة في هذا التوقيت، لجهة تثبيت دعائم العلاقات الاستراتيجية، والبناء عليها لتأسيس تعاون مشترك طويل الأمد في كافة المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، وهذا ما يحتاجه كلا البلدين لترسيخ أمنهما واستقرارهما، لاسيما وأنهما يتشاركان حدوداً جغرافية بطول يتجاوز 900 كم، وهذا بدوره سينعكس إيجابياً على أمن واستقرار المنطقة كلها، عدا عن الجانب الاقتصادي الذي سيعود بالنفع المشترك عل الشعبين الصديقين، فيما الجانب السياسي له الأهمية القصوى أيضا، حيث التشاور والتنسيق الثنائي بهذا الشأن سيبنى عليه شراكة استراتيجية لجهة توحيد الرؤى والمواقف المشتركة في المحافل الدولية، إزاء العديد من القضايا على الساحتين الإقليمية والعالمية.
كما تأتي أهمية الزيارة- التي جاءت غداة الزيارة للسعودية- لتعكس رؤية الإدارة الجديدة في العمل على إيجاد توازن صحيح لعلاقات سوريا مع محيطها الإقليمي، لاسيما وأن لكل من تركيا والمملكة العربية السعودية ثقلهما الوازن في المنطقة، وسوريا لها مصلحة كبيرة في الاستفادة من خبرات البلدين، وإمكانياتهما الاقتصادية لتسريع وتيرة تعافيها على مختلف الصعد.
سوريا وتركيا تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة، وتتلاقان في الكثير من الأهداف، ولاسيما على الصعيد الأمني، والدفاعي، وهنا تبرز مسألة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حيث تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يهدد أمنها، فيما تسعى سوريا جاهدة عبر المفاوضات لدمج المكون الكردي داخل مؤسسات الدولة، وإلى ضرورة تسليم “قسد” سلاحها ضمن وزارة الدفاع الجديدة، حفاظا على وحدة الأراضي السورية، وهي في ذات الوقت ترفض أن تكون أراضيها منطلقا لأي تهديد ضد تركيا.
#صحيفة_الثورة