بقدر رغبتنا بالصدق مع الآخر، بقدر ما نتعرض للاختلاف معه..
وأحياناً كثيرة، اختلافنا معه يكون دليلاً للحبّ لا العكس.
قلّبتْ دفتر ذكرياتها مع الآخرين الأكثر حضوراً في حياتها..
لتجد أن أكثر من اختلفتْ معهم يوماً.. ومن نشأت بينها وبينهم مشاجرات.. وصدامات (حادّة)،كانوا أكثر من أحبّتهم.
يحدث أن يأتينا الحبّ متنكّراً بالكثير من الوجوه..
وأكثر تلك الوجوه تمويهاً، حين يكون مخبّأً تحت وجه (الاختلافات) والكثير من المشاحنات..أو باللغة العامية(المناقرات)..
(مناقراتها/ نقاراتها) مع إخوتها كانت بطعم مختلف.. بطعمٍ لذيذ محبّب يحفر عميقاً في وعيها ويطرّز كثيراً من ذكريات ولا أجمل..
لاسيّما مع أصغرهم.. ربما لأنه كان الأقرب إليها عمرياً، وبالتالي الأكثر تواصلاً وحضوراً في يومياتها.. والأكثر التصاقاً ومعرفةً بتفاصيلها وعاداتها..أي الأكثر كشفاً ومكاشفةً لها.
يعجبها كيف يمكن للحبّ”المحبّة”أن يأتي بصيغة(الاختلاف)..
كيف يكون بوابة للتحدّي.. لتحدّي ذواتنا وكيفية إعادة تشكيلها من جديد بحضور (الآخر).. وحضور اختلافاتنا معه.. وربما بقوة تلك الاختلافات معه.
يبدو لها أنه كلّما اشتدّت قوة اختلافاتها مع الآخر، كلّما كانت سبيلاً للتعبير عن ذاتها الأكثر وضوحاً.. فتغدو مقروءةً أكثر بالنسبة له.. أي أكثر قرباً..
أو هكذا اعتقدت.
يذكر يوسف زيدان في أحد مؤلّفاته: “الحبّ حيواتٌ تتوالى وأحوال تتحوّل دوماً، وإن لم يتجدّد يتبدّد”..
بمختلف أوجهه، يتحوّل الحبّ.. ويتطور.. ويتجدّد عبر (الاختلاف)..
لأننا عبر “الاختلافات” نكون مع الآخر، مهما كان موقع ومكان هذا (الآخر) في حياتنا، نكون على حقيقتنا الأكثر تعبيراً عنا.
#صحيفة_الثورة