الثورة – سمر حمامة:
في كل عام ومع اقتراب شهر رمضان المبارك تتسابق المحطات الفضائية بالإعلان عن برامجها الرمضانية ومسلسلاتها التاريخية والاجتماعية والكوميدية والفوازير وغيرها من برامج، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا هذا الكم الهائل من الدراما والمسلسلات التي تعرض في شهر واحد فقط ليلاً نهاراً، صباحاً ومساءً وفجراً، وهل تحولنا لمجتمع مستهلك للسلع التلفزيونية.
حصرياً على الشاشة
هناك عبارات تجارية تستخدم مثل حصرياً أو العرض الأول، وعلى المشاهد العربي أن يستقبل ويستهلك هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج، وهنا المشاهد لا يدرك التكلفة الباهظة من وقته وتركيزه واسترخاء عقله لمدة طويلة وانصرافه عن الأهم في هذا الشهر المميز روحياً وأخلاقياً وإنسانياً.
متشابهة في الشكل
المسلسلات العربية التي تعرض في شهر رمضان صارت تتشابه في الكثير فيما بينها، مع وجود مسلسلين، أو ثلاثة على الأكثر ينالون احترام وتقدير المشاهد، أما البقية فهي للاستهلاك العام وأفكارها متشابهة ومكررة حيث تدور حول القضايا نفسها وأهمها الرجل المغلوب على أمره، والمرأة العصامية وصراع الطبقات والقيم الأخلاقية التي تنهار وغيرها من المواضيع.
تحكم الإعلان
بات الإعلان التجاري يتحكم ليس فقط في توقيت عرض هذا المسلسل أو ذاك، بل في تحديد عرضه أو عدم عرضه من الأساس، حيث تمتد فترة الإعلانات التجارية داخل المسلسلات إلى عشر دقائق وهذا يغذي جيوب صانعي المسلسلات من جهة وعارضي تلك المسلسلات من جهة أخرى.
وسؤالنا الأخير، ماذا يمكن أن يحدث لو تم عرض مسلسل واحد على كل فضائية عربية والجواب أن المشاهدين سوف يعترضون، وذلك لأن الفضائيات العربية نجحت في خلق احتياجات درامية، فهناك رغبة للهروب من الواقع الرمادي الصعب إلى الدراما الملونة للحياة، كما أن هناك رغبة في الاندماج مع الآخرين ومتابعة ما يتابعونه على الشاشات والتظاهر من قبل الفرد أنه مثله مثل الآخرين الذين يتابعون المسلسلات ويتحدثون عنها ليل نهار، وبالتالي أصبح المشاهد أسيراً للفضائيات التجارية.
#صحيفة_الثورة