الثورة – حسين صقر:
لكون التحقق من المعلومات أمراً مهماً، ومن الضروري عدم تداولها ونشرها والحديث فيها قبل التأكد من مصادرها، من الضروري الأخذ بعين الاعتبار جميع القواعد الضرورية، وذلك من أجل درء الفتن وعدم إشعالها، والتي تؤدي إلى المزيد من التوتر والفوضى والانجرارالأعمى لارتكاب الحماقات..
فالتحقق من مصداقية الأخبارقبل نشرها أمر بالغ الأهمية لتجنب انتشارالشائعات والأخبار الكاذبة، والحفاظ على الهدوء العام، لأن تسرب أي معلومة مغلوطة قد يشعل ناراً لا تنطفئ.
وللتأكيد على هذا الموضوع، تواصلت صحيفة الثورة مع الشيخ عبد الحميد فيصل العرجاني خطيب وإمام جامع المحمود في أشرفية صحنايا، والذي أكد أن التأكد من المعلومة وصحة الخبر ليس ترفاً، بل ضرورة مهمة، كما أن معرفة المصادر تساعد في التأكيد أو النفي، والشخصية المصدرأيضاً.
مراجعة المصادرومعرفة الشخصية
وأوضح العرجاني بالقول: يجري تأكيد صحة المعلومات من خلال مراجعة مصادرمتعددة، خاصةً الوكالات الإخبارية الموثوقة أو القنوات الرسمية، كما ينبغي البحث عن المعلومات في مصادر أخرى، ومراجعة آراء المستخدمين حول المصدر، والتحقق من تاريخ النشرلضمان مدى صلة المعلومات، و تجنب انتشارالشائعات والأخبارالكاذبة، لأن نتائجها كارثية.
وأضاف في هذا السياق: إن الإنسان مأمور بالتثبت والتبين وعدم التحديث بكلّ ما يسمع حتى يتأكد من صحته قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: كَفَى بالمَرءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سمعِ”.
وقال الأئمة الصالحين: كثيرمن الناقلين ليس قصدهم الكذب، لكن المعرفة بحقيقة أقوال الناس من غير نقل ألفاظهم، وسائرما به يعرف مرادهم قد يتعسرعلى بعض الناس، ويتعذرعلى بعضهم.
ونوه العجلاني بأن هناك انحيازاً في تحليل الخبر وتحليل مبطّن، وتعليقات على الحدث، وفي هذا قال ابن القيم: وكلّ أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ، ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف به حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل.
خبراء المعلومات الخاطئة تسبب كوارث
خبراء الإعلام يؤكدون في هذا الإطار أن التحقق من المعلومات يساعد على منع انتشارالمعلومات الخاطئة التي قد تسبب أضراراً كبيرة وكوارث للمجتمع، ولهذا أيضاً فإن نشرمعلومات غير دقيقة يؤثرسلباً على مصداقية المصدر، سواء كان فرداً أو مؤسسة، لأن التأكد من صحة المعلومات يضمن تداول معلومات دقيقة وموثوقة، وهو ما يساهم في زيادة الوعي العام، وتعزيز الثقة، وتجنب المساءلة القانونية، حيث نشرالمعلومات الخاطئة يؤدي إلى مسائلات قانونية، خاصةً إذا تسببت في ضررللآخرين.
وتلافياً لذلك يجب اللجوء إلى مصادر متعددة تؤكد نفس الخبر أو المعلومة، مثل وكالات الأنباء الكبيرة أو المواقع الحكومية أو الإنسانية، وكذلك البحث عن اسم المؤلف أو الجهة، ومعرفة بعض المعلومات حوله، أو حول الجهة التي يعمل بها للتحقق من مصداقيتها، وكذلك التحقق من تاريخ النشر، فيما إذا كان يعود لوقت حديث، وأن المعلومة لا تزال سارية المفعول، فضلاً عن البحث عن آراء المستخدمين للتأكد من موثوقيته. ختاماً.. إذا بدت المعلومة غير منطقية أو غير معقولة، فمن الأفضل الشك فيها والتحقق منها قبل نشرها، لأن التحقق من المعلومات قبل نشرها هو مسؤولية جماعية تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف.