طرطوس – فادية مجد:
تعتبر شجرة الزيتون في محافظة طرطوس مصدر معيشة أبنائها كمورد مادي، ومؤنتهم الأساسية، إلا أن محصول زيتونهم هو الآخر بحاجة إلى رعاية واهتمام في ظل انتشار الآفات التي تؤثر على عملية إنتاجه، وأبرز تلك الآفات مرض تبقع عين الطاووس، والذي يعد من أخطر الأمراض التي تصيب أشجار الزيتون، وهو مرض فطري تظهر أعراضه على الجهة العليا للأوراق على شكل بقع دائرية الشكل ذات لون بني وأصفر، وفي حالة الإصابة البليغة يمكن أن تصاب الأغصان الفتية والثمار، ورغم حملات المكافحة التي كانت تجري أيام النظام البائد، إلا أنها لم تجد نفعاً ولتبقى المعاناة قائمة.
فائدة قليلة
صحيفة الثورة استطلعت آراء عدد من المزارعين، وأفاد مزارعو الزيتون في قرى صافيتا قائلين: رغم حملات الرش التي كانت تقوم بها مديرية الزراعة في عهد النظام البائد كل عام على مرض عين الطاووس، لم تحصل أشجار الزيتون إلا على الفائدة القليلة، وليبقى المرض يهدد أشجار الزيتون مصدر عيشنا ومردودنا الاقتصادي الذي نعتمد عليه.
وأشار أحد مزارعي الزيتون في الدريكيش إلى أنه رغم كون حملة المكافحة مجانية من حيث تقديم آليات المكافحة والجرارات والمزارع يؤمن مواد المكافحة، إلا أنني دفعت مبلغ ٧٠٠ ألف ليرة لسائق جرار الزراعة لقاء رش ١٢٥ شجرة زيتون، موضحاً أنه رغم تلك الحملات، كان المرض يعود في كل موسم، وأوراق أشجار الزيتون التي أصيبت بالمرض تبقى مصابة وتتساقط، وهذا بدوره يؤثر على الإنتاج، ولم تجد جميع عمليات المكافحة شيئاً سوى أنه فقط حمت الأوراق الحديثة، وليبقى التأثير السلبي للمرض.
استبدال الأصناف
من جهته المهندس الزراعي نظير عنجاري أكد أنه مهما كانت مكافحة مرض عين الطاووس فعالة، فإن الفائدة قليلة، لأن الأصناف القابلة للإصابة بالمرض ستعاد إصابتها في كل موسم، طالما نحن في الساحل والرطوبة متوفرة، مقترحاً على وزارة الزراعة أن توقف حملة المكافحة هذه، وتستبدلها بحملة أخرى كلفتها لا تعادل عشر الحملات التي كانوا يقومون بها في عهد النظام السابق، وهي تقوم على حملة استبدال الأصناف القابلة للإصابة بمرض عين الطاووس بالأصناف المتحملة للمرض، إن لم نقل المقاومة له، وذلك عن طريق التطعيم.
توعيةوناشد عنجاري وزارة الزراعة بالقيام بأمرين، هما: حملة توعية وإرشاد لبيان أهمية استبدال أصناف الزيتون المعرضة للإصابة بالمرض بالأصناف المقاومة له، مع العلم أن الأصناف المتحملة للمرض تتمتع بمواصفات عالية من حيث الإنتاج ونسبة الزيت ونوعيته وتتوفر منها أصناف عديدة جداً في بلدنا.
أما الأمر الثاني فنطالب وزارة الزراعة بتأمين الأطاعيم من بساتين أمهات موثوقة، مع التنويه بأن مزارعي الزيتون يثقون بما يصدر عن وزارة الزراعة، والأمر الأخير هو ضرورة تأمين خبراء تطعيم، مشيراً إلى أن كل مزارع زيتون يريد إنهاء معاناته مع مرض عين الطاووس عليه القيام بإجراءات تغيير أصناف الزيتون لديه بوضع خطة لثلاث سنوات، وذلك حسب عدد الأشجار لديه، وفي كل عام يقوم بتطعيم قسم، وبعد ثلاث سنوات ينتهي من ذلك، مبيناً أن الأشجار المطعمة ستعود للإنتاج خلال ثلاث إلى أربع سنوات بشكل أفضل من السابق، وبأصناف ذات إنتاج عال ونسبة زيت مرتفعة ومقاومة عالية لهذا المرض.
#صحيفة_الثورة