هل أنت مهتم…؟

الثورة – سعاد زاهر:
بعد الانتهاء من أي فيديو تتابعه على الفيسبوك، يخرج لك منشور يتضمن سؤالاً بسيطاً، هل أنت مهتم؟
وفي حال أجبت موافق، تظهر لك فيديوهات أو منشورات مشابهة.
إنه نوع من معرفة رغباتك كي يرسل لك الذكاء الاصطناعي ما يناسبك، وربما الأصح أن يتمكن أصحاب التطبيق أيا كان نوعه (فيسبوك، تويتر، يوتيوب، انستغرام…) من فهم رغبتك والاشتغال عليها لجذبك دونما عناء.
إنه نوع من دراسة المزاج الفردي للوصول إلى مزاج عام، لطالما اجتهدت المؤسسات لمعرفته ولكن هنا نعرفه بسرعة ودقة حيث يعالجه الذكاء الاصطناعي فوراً من دون الحاجة إلى استطلاعات او استبيانات رأي قد تستغرق وقتاً، بينما الآن مجرد كبسة زر تحيلك بداية إلى رأي عام فردي وفيما بعد جمعي.
لم يعد يحتاج الرأي العام المستند إلى وسائل تكنولوجية إلى دراسات لأن تحليل البيانات يظهر مباشرة، والكثير من البرامج حالياً أصبح بإمكانها تحليل البيانات الرقمية أيضا بسرعة هائلة، وتلك المعطيات والنتائج تجعل من معرفة أمزجة الناس أمراً سهلاُ، مما يجعلها تشتغل على أساسه.
وعلى ما يبدو أن أمزجة الناس تعيش علاقة متبادلة مع وسائل التواصل الاجتماعي، يتأثر المتلقي بكل ما يراه على تلك المواقع، والتي بدورها تنشر له ما يلائمه.
بعد التغييرات الجذرية الأخيرة، ونحن نحلم بأن نخطو نحو قيم المواطنة لنصبح سوريين قبل أي انتماء ضيق، هدفنا البناء في المرحلة الجديدة، ألا نحتاج إلى دراسات معمقة لمعرفة أمزجة الناس وتوجهات الرأي العام، لاشك أن المسألة باتت أصعب من السابق مع كل هذا الكم الهائل من المنشورات التي نتابعها يوميا أينما حللنا على مواقع التواصل.
نحتاج لدراسة مزاجية وتقلبات هذا الرأي الجمعي العام، في مرحلة تشهد تغيرات تاريخية، وبالفعل نرى الكثير من صفحات التليغرام تنشط هذه الحالة حيث نرى سؤالاً مغلقاً الإجابة عليه بنعم أو لا، ولكن التعليقات غالباً مفتوحة هي التي تظهر جوانب أخرى لتلك الأجوبة المحددة.
أحياناً نعيش ونحن نقرأ تلك الآراء مع حالة استنساخ الرأي ولكن هناك صعوبة تأتي من خلال تنوع الأمزجة، حيث أي خلطة سرية لمزجه وفق رأي موحد تبوء بالفشل، ولعله من هنا تنبع أهمية تلك الآراء لأن غناها في تنوعها وتعدديتها، حتى وإن اختلفنا معها.
الاختلاف مع تلك الآراء التي تمتلك مساحات واسعة للبناء يبدو عبثياً، لأنه من المهم تبنيها ونشرها، خاصة في لحظات التغيرات التاريخية التي نحياها الآن، لاشك نمتلك اليوم فرصة ذهبية لإحياء الرأي الحقيقي، نحتاجها أكثر من أي وقت مضى، ولكن كيف نحتاجها هل بفردانيتها التي تسعى للاختلاف أو بجمعيتها التي تسعى للخوض بنا غمار تجربة جديدة كليا لأهم لها سوى بناء بلدنا، بعد معاناة كارثية..؟
الجواب واضح ونحن نعيش في دولة فاشلة لا تمتلك أدنى مقومات الاستمرارية إلا بنهج جديد يبعدنا عن البنى التحتية المهدمة، والقيم المهترئة، والاقتصاد المتهالك.. كل ما ذكر يولد حالات جمعية غارقة في مآسيها، نتطلع أن ننتهي منها بهمة المخلصين والنبلاء ممن ارتأوا أن ينهضوا بالبلد.
ولاشك أنه من الهام جداً أن نتكئ على الرأي العام علماً أننا لا نمتلك أن نحلل الرأي العام كما يفعل الذكاء الاصطناعي بكبسة زر، لكننا نمتلك إمكانية محاولة فهمه ومن أجدر من المشتغلين في مجال الثقافة والإعلام للقيام بالمهمة، على دفعات بحيث تصبح العملية تراكمية تسند ما تقوم به القطاعات الخدمية الأخرى حتى نسير فعلياً في طريق نهوض طال انتظاره.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
بمشاركة سوريا.. انطلاق القمة العالمية للحكومات في دبي أمطار غزيرة باللاذقية حتى يوم الخميس وثلوج على ارتفاع 800 متر بعد انخفاض أجرة السرافيس إلى ألفي ليرة.. سائقون لا يلتزمون بالتسعيرة توزيع بذار البطاطا مستمر في حماة.. و5 ملايين ليرة سلفة يدفعها المزارع تفنيد للشائعات السفير عبد الهادي لـ"الثورة": ترامب واهم والشعب الفلسطيني لن يكرر مأساة 67 و48 صديق وفي التعادل يفرض كلمته في ديربي مدريد سلتنا في قطر استعداداً للنافذة الآسيوية الثالثة مساعٍ لتشكيل لجنة تطبيعية في اتحاد الكرة.. الفيفا لم يوافق على لجنة التسيير فكيف بلجنة تطبيعية؟! ليفركوزن يهدر نقطتين في سباق البوندسليغا فوز ميلان وأتلانتا في الكالتشيو ناشئات كرتنا يفتتحن مشوارهن بالخسارة! مهرجان الأطفال للجمباز نجاح وعروض شيقة كار الزراعة والمناخ معرض "لون الحرية" في طرطوس دُمى " كراسي" على خشبة قرطاج لفنون العرائس بعد ثلاثة أيام من الإبداع.. "خان الحرير" يودّع زواره بصفقات ناجحة مصدر في وزارة المالية لـ"الثورة": تأسيس شركة وساطة تأمين جديدة يدعم التسويق أستاذ جامعي لـ"الثورة": لابد من تصحيح السياسة النقدية