الثورة – حسين روماني:
من حكايات المقاهي الدمشقية إلى مسارح برلين، تطوّرت شخصية “الحكواتي” مع الفنان بسام داود من الراوي الشعبي إلى راوٍ معاصر يوثّق الحكاية ويقاوم النسيان.
بدأ مشروعه عام 2012 عبر راديو “سوريالي”، بصوت مستعار يروي قصص السوريين المهمّشين، ثم تطوّر إلى مشروع مرئي بعنوان “رحلة أبو فاكر”، ليصل أخيراً إلى عروض حيّة تحيي الذاكرة وتفتح مساراً جديداً للحكاية السورية.
أسّس داود “بيت الحكايا السورية” في ألمانيا لتدريب رواة جدد، وشارك الكاتبة تغريد دواس والمايسترو أثيل حمدان في أمسيات تزاوج بين الحكي والموسيقى.
أراد أن يعيد الاعتبار لفن الحكواتي، ليس كتراث معزول، بل كأداة نقد حيّة تُعرّي الواقع وتمنحه صوتاً.
بعد 12 عاماً من الغربة، عاد بسام داود إلى سوريا، ممسكاً بكتاب الحكايات، وفي قلبه طوق من الحنين.
في أمسية استثنائية في السلمية، جلس ليروي حكايات السوريين كجزء منّا، روى حكايات عن الغياب، وقصصاً عن القبول والتعدّدية، وتوقف عند محطات شخصية، بينها حكاية صديقه المغيّب زكي كورديللو.
كان الختام في السلمية مختلفاً، فالحكاية قُصّت أمام جمهورها، لا في منفى، بل في حضن الأرض، وكأنما قال داود: “لم أعد لأودّع، بل لأكمل الحكاية.. من هنا تبدأ”.