الثورة ـ لينا شلهوب:
في مشهد يختلط فيه التوتر بالارتياح، ومشاعر الترقّب بالراحة، اصطفّ اليوم طلاب البكالوريا العلمي على أبواب المراكز الامتحانية لخوض آخر معاركهم الدراسية لهذا العام في امتحان مادة علم الأحياء، هذه المادة التي طالما وُصفت بـ”ملك المواد” لصعوبتها وتشعّب تفاصيلها الدقيقة، إذ شكّلت مسك الختام لماراثون امتحاني استمرّ قرابة الشهر، تخللته ضغوطات نفسية، وساعات دراسية طويلة، وكثير من التحديات التي واجهها الطلبة بكل عزيمة وأمل.
تباين وارتياح عام
اليوم، لوحظ أجواء مختلفة تسود محيط المراكز الامتحانية؛ بعض الطلاب كانوا يراجعون آخر ما حفظوه، وآخرون قرروا الاكتفاء بما بذلوه خلال الأيام الماضية، والبعض الآخر فضّل الصمت والتأمل، بينما راح عدد من الطلاب يتبادلون أطراف الحديث لتخفيف القلق.
ومع انتهاء الامتحان وخروج الطلبة من قاعاتهم، وأثناء جولة لصحيفة الثورة لمركز الحسن بن الهيثم في منطقة الزاهرة بدمشق، تباينت الآراء حول مستوى الأسئلة، فمعظم الطلاب أجمعوا على أن الامتحان كان “متوازناً” من حيث الشمولية، وتنوّع الأسئلة، إذ غطّى أجزاء المقرر دون أن يخرج عن الإطار المتوقع.
الطالب كمي أبو دقة، لفت إلى أن الأسئلة على بساطتها كما بدت للوهلة الأولى، إلا أنها تحتاج إلى التفكير والدقة، مع التركيز لعدم الوقوع في أي مغالطات، مشيراً إلى أنها شاملة وأسهل مما كان متوقعاً، مقارنة مع امتحانات السنوات الماضية، لافتاً إلى أن هذه المادة تُعد من أكثر المواد حساسية ودقة ضمن المنهاج العلمي، ليس فقط لمحتواها الكثيف والمتنوع، بل لما تتطلبه من تركيز عالٍ وفهم عميق، بعيداً عن الحفظ التقليدي.
الطالبة لجين محمود عبّرت عن ارتياحها قائلة: كانت هناك بعض الأسئلة تحتاج لتركيز، لكن عموماً الامتحان لم يكن مفاجئاً، والأسئلة جاءت سلسة ودون مواربات، بالإضافة إلى مراعاتها للفروق الفردية، حيث وُزّعت الأسئلة بين ما هو مباشر وما يحتاج لتحليل وفهم.
بينما رأى البعض أن هناك جزئيات كانت غامضة قليلاً وتتطلب فهماً عميقاً، إلا أنهم اعتبروا ذلك طبيعياً في مادة مثل علم الأحياء، التي تعتمد بشكل كبير على الفهم والتطبيق وليس فقط الحفظ.
الطالب سامي الزعبي قال: الأسئلة كانت موزعة بشكل ذكي، هناك ما هو مباشر وسهل، وهناك ما يتطلب ربط المعلومات وتحليلها، لم أشعر بأنها تعجيزية، لكنها بالتأكيد تحتاج لتحضير جيد، والتحدي كان في السرعة والتركيز.
وجهة نظر
من جهته، أكد أحد المراقبين في المركز الامتحاني أن الأجواء كانت هادئة ومنظّمة، ولم تسجّل أي مخالفات تُذكر، مشيداً بالتزام الطلاب ومراعاتهم للأنظمة والتعليمات.
المعلمة يارا أبو عواد من إحدى الثانويات، رأت أن النموذج الامتحاني جاء متوازناً ومناسباً للمستويات المختلفة، منوهة بأنه تم ملاحظة أن هناك تحسّناً عن السنوات الأخيرة في آلية إعداد الأسئلة، وهذا العام تحديداً كان الجهد واضح في أن تكون الأسئلة متدرّجة، تراعي الفروق الفردية، وتبتعد عن الحشو أو الغموض غير المبرر، كما تم تغطية المنهاج بشكل منصف، والاعتماد على الفهم كان واضحاً، وهو تطور إيجابي في إعداد الأسئلة.
يحمل الأمل والتطلعات
ومع انتهاء هذا الامتحان، أسدل الستارعلى رحلة امتدت لأسابيع من الاستعداد المكثّف، والسهر، والتحديات النفسية والعقلية، ومع ختام آخر مادة، وبعد التحرر من الضغط النفسي، واستنشاق أولى نسمات الراحة بعد أسابيع من التعب، يطوي طلاب البكالوريا صفحة من حياتهم التعليمية، ليبدأوا بترقّب نتائجهم، آملين أن تكلل جهودهم بثمار تعبهم، فلحظة خروجهم من القاعات اليوم لم تكن مجرد نهاية امتحان، بل كانت بداية لحلم طال انتظاره، وفتحاً لباب مرحلة جديدة من حياتهم، عنوانها الطموح والمستقبل.