هل يمكن للوقت أن يكون مُحايداً..؟

الثورة – لميس علي:

هل يساعدنا الوقت كي نُقرأ من قِبل الآخر بشكل صحيح أم بشكل خاطئ أكثر..؟
يخدعنا الوقت.. يتلبّس وجوهاً لأزمنة عديدة دون أن نعي أيها لنا.. وحين نُترك زمناً طويلاً دون تفسير، نصبح عرضةً لأسوأ القراءات عنا.. فنحن لسنا سوى نسخٍ مقروءة بعيني الآخر.

ضمن كتابه (في مديح القارئ السيئ) يذكر الكاتب الفرنسي مكسيم ديكو: “يمكن أحياناً للنص أن يطور آلية قد تحوّلك إلى قارئ سيئ… وعليه فالقارئ الجيد ذلك الذي يتنبّه إلى ما قدّم النص).. جميعنا قارئ ونصٌ، بالآن عينه..

نحن نَقرأ ونُقرأ.. لكن ما احتمالية أن نكون نصوصاً سهلة أم صعبة.. بسيطة أم معقدة.. مغلقة أم مفتوحة..؟

ربما يعتمد الأمر على مدى تحقيق نسبة تقاطعات ومشتركات لدى طرفي العملية التبادلية والتي هي هنا (القراءة)..

ما وظيفة الوقت هنا.. وهل يساعد بإكسابنا قراءة أعمق للآخر.. لأفعاله وتصرفاته.. أم يفعل العكس..؟ لجعله يبدو بدور إيجابي، يُفترض أن تكون قراءتنا ذات اتجاهين، (داخلية) باتجاه أنفسنا، و(خارجية) باتجاه الآخر.. بمعنى إعادة النظر بأنفسنا وأفعالنا.. قراءتها من جديد.. ووفق ذلك تُعاد قراءتنا للآخر.

إذاً القراءة هنا عملية إعادة تقييم لكلا (الذات والآخر) سوياً.. بأداة الوقت الذي يخمّر رؤيتنا وتجربتنا.. شرط أن لا يتم استخدامه كأداة خادعة/مخادعة شعورياً..

فهل يرمّم الوقت علاقاتنا أم يقوّضها..؟

وهل يمكن أن يكون طرفاً محايداً..؟

برأي الصحفية والكاتبة الأميركية ريجينا بريت: (الوقت يداوي كل شيء، فقط أعطِه وقتاً).. وكأنه أداة ترميم وعلاج.. بينما لدى البعض الآخر يلعب دوراً سلبياً فيكون ضدّنا أو ضدّ الطرف الآخر بالعلاقة.. تماماً كما قال سوفوكليس: “الزمن الذي يرى كل شيء، قد كشفك”..

وهنا، كأن الزمن/الوقت أصبح بالنسبة لنا عدسات مكبّرة جعلتنا نرى بوضوح ما لم نكن نراه سابقاً.. فالزمن رآك كما أنت، بكامل حقيقتك، فكان وسيلتنا لمعرفتك..

وبالتالي قراءتنا تتطور مع الوقت.

وثمة احتمالية ليغدو كل قارئ سيئ مع تحسن قراءاته، جيداً..

لكن هل تطور القراءات يكون بالنسبة نفسها لدى طرفي “القراءة/العلاقة”..؟

باعتبار علاقاتنا ليست إلا عملية قراءة تبادلية بيننا وبين الآخر.. وكلّها رهينةٌ للوقت (الذي هو أطول مسافة بين مكانين).. ولعله أطول مسافة (شعورية، نفسية وفكرية)، وليست زمنية فقط.. لكن ليس لكل قراءة زمنها المحايد.

آخر الأخبار
اللحوم حلم على موائد المواطنين .. سعر جنوني يثقل فاتورة الشراء تحذيرات  من "الجفاف المتضافر"  على الموسم الزراعي مرحلة جديدة.. سوريا والعراق يوقعان على "إطار أمني" استعداداً لمرحلة ما بعد الأسد المخلوع ما الذي يعنيه فتح السفارة السورية في واشنطن؟ سوريا تتحول إلى "ممر اقتصادي".. مشاريع الطاقة والنقل تعيد تعريف دورها الجيواستراتيجي الكتاب الورقي.. عودة الروح إلى الصفحات شركة الصرف الصحّيّ بحمص تطالب بتعديل التشريعات واستبدال آلياتها المتهالكة ترامب طلب تمديد اللقاء مع الشرع في "البيت الأبيض" الوزير الشيباني: بحثنا في واشنطن الملف السوري بجميع جوانبه وإعادة الإعمار ضمن سياق جديد سوريا تدخل "التحالف الدولي" باتفاق سياسي.. كيف سيكون شكل العلاقة؟ نحاسيات سوق مدحت باشا.. تفاصيل صغيرة تخبىء فلسفة الحياة ترامب بعد لقائه الرئيس الشرع: سأبذل كل ما في وسعي لإنجاح سوريا مازوت التدفئة للمدارس الجبلية بطرطوس ينتظر التمويل العمل عبر الإنترنت.. هل بات حلاً بديلاً للهجرة الاقتصادية؟ الرياح.. قوّة الطبيعة لإعادة التوازن لشبكات الكهرباء ترامب يتعهد بدعم القيادة السورية بعد لقائه الرئيس الشرع في "البيت الأبيض" المنشآت السياحية بحلب تنضم لحملة "حلب ست الكل" "سويفت".. يعزّز ثقة المستثمرين بقدرة النظام المصرفي من الورق إلى الشاشة.. هل التعليم الإلكتروني خيار أم ضرورة؟ الهندسة تبدع وشباب سوريا يصنعون المستقبل