الثورة- حسين صقر:
التكرار الواعي والمدروس للأفكار والأحاديث، غالباً ما يحقق الأهداف المطلوبة للمتحدث، حيث يساعده ذلك في إيصال معلوماته بسهولة ويسر، ويصنع عنده ذاكرة قوية تساعده على استرجاع الأحداث والمواقف وأدق التفاصيل فيها.
وهذا يؤدي بالمتحدث لامتلاك مهارات وتقنيات تساعده على إيجاد الحلول للمشكلات المستعصية في المجتمع، وذلك نتيجة سماعه وقراءته للكثير من القصص وحضوره، وعلى حل الكثير من المواقف التي يكون فيها الناس على مواجهة قوية.
حول موضوع الذاكرة وطريقة تطويعها للحفظ، وإطلاق اللسان للحديث تواصلت صحيفة الثورة مع المدرب كمال تاج الدين الاختصاصي في تطوير المهارات اللفظية والحركية والمرونة العصبية، والذي أكد أنه خلال وقت قليل، وبجهود بسيطة يستطيع أي إنسان مهما صغر أو كبر أن يطوع ذاكرته ولسانه للاستفادة منهما في المواقف الحرجة، والتي تتطلب منه الحديث أو تزويد الآخرين بالمعلومات المطلوبة، في خطوة لامتلاك المهارات الأخرى.
التخيل والتصور
وأضاف تاج الدين، إذا كانت المعلومة مأخوذة من كتاب أو موقع إلكتروني أو صحيفة، على الشخص أن يتأمل تلك الصفحة ويتمعن في تفاصيلها، وأن يقرأ بتركيز دون أي شرود أو انشغال بأي موضوع جانبي، لأن التصور له علاقة متينة بالإبداع وتحفيز الخيال، كما أنه نشاط عقلي وعنصر أساسي وفعال في منظومة التفكير، وتقوية الذاكرة ومرونتها العصبية.
وأوضح أنه كلما كان الخيال أكثر قوة وهادفاً، كان الإبداع أكثر تميزاً ونافعاً، وبالتالي فالتخيل ضرورة مهمة وذات أهمية لتحفيز الذهن واتقاده.
ذاكرة فولاذية أو ذهبية
وقال تاج الدين: النقطة الثانية والمهمة وهي التكرار حتى لو كنا جالسين مع ذواتنا، إذ لابد من تخيل أشخاص أمامنا وحولنا، وننسى أنفسنا، أو فيما إذا كان هؤلاء حاضرين فعلاً أم لا، والبدء بالإلقاء وكأنهم يستمعون، وما علينا إلا البحث عن طرق وأساليب لجذب انتباه الحاضرين المفترضين، وهذا يمكننا من امتلاك مهارات بصرية وسمعية، تمكننا من تفعيل مفاتيح التخيل والتصور والتمكن منها وإدارتها بشكل صحيح، والوصول إلى ذاكرة ذهبية أو فولاذية.
ونوه لأهمية وأسرار هذه المهارة ودورها الفعال في الوصول الى مرحلة الإبداع والابتكار والتي تمثل المرحلة الأكثر أهمية في عوالمنا.
دفتر صغير
وأكد تاج الدين على أهمية التدوين والكتابة، والاحتفاظ دائماً بدفتر صغير، لأن الفكرة فيما لو جاءت أو حضرت قد لا تعود مرة أخرى، كما أنه من المفيد أن نكتب كل ما نقرؤه، لأن الفكرة تترسخ أكثر عندما تخطها اليد ويلقنها العقل وتبصرها العين، ولهذا ثمة طرق كثيرة لزيادة الذكاء، والتركيز، والمساعدة على تخزين وحفظ واستعادة المعلومات، ولكن مهما تعددت هذه الطرق فهي بحاجة للتكرار والمثابرة والممارسة، لأنه دون ذلك سوف تتعرض للنسيان، وتلك الطرق تساعدنا أيضاً على استثمار الدماغ والغوص في أعماقه من خلال مهارات معينة لنرتقي بذاكرتنا نحو الأفضل.
برامج تعليمية وتدريبية
وأشار مدرب المرونة العصبية إلى أن الوصول إلى الذاكرة المنشودة ثمة برنامج يقوم على التعليم والتدريب من أجل استثمار الدماغ بشكل أفضل.
وهنا لا بد من التذكر أنه ليس مجرد تذكرنا لبعض الأشياء يعني امتلاكنا ذاكرة جيدة، ولكن لمعرفة امتلاك ذاكرة قوية هناك مقاييس ومعايير كتذكر الأيام والتواريخ وأرقام الهواتف والتفاصيل الصغيرة وأبيات الشعر والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقصص القصيرة والمعلومات العلمية كالقواعد الرياضية والقوانين الفيزيائية والكيميائية وحتى التشريعية والاجتماعية، حيث الموضوع ليس من السهولة بمكان.
وقال: من أجل الوصول إلى ذلك هناك برامج تعليمية وتدريبية مساعدة لذلك، منوهاً بأن الأبحاث تشير إلى أن الذاكرة وهي إحدى المهارات العقلية العليا التي يتميز بها الإنسان تحتاج إلى التمرن والتدريب لتصبح أقوى وأكثر كفاءة وللحفاظ عليها خاصة في المراحل المتقدمة من العمر.
بوابة المعرفة
وأوضح تاج الدين بما أن الذاكرة تمثل بوابة المعرفة واكتساب العلوم والمهارات التي نتلقاها منذ سنواتنا الأولى، ويتم الاحتفاظ بها وتخزينها لتلعب دوراً مهماً وداعماً في بناء الشخصية، لابد من التعلم واكتساب المهارات في العديد من المجالات ما أمكن، وبالتالي رفع القدرة على الحفظ والتخزين لكل ما نستطيع من معلومات، وهو ما يحسن من صحتنا النفسية وحتى الجسدية.
قواعد أساسية