الثورة – مها دياب:
النقص الحاد في الخدمات الأساسية من مواد التدفئة والغاز والكهرباء وارتفاع أسعارها، وعدم قدرة المواطن على تأمينها بسبب الانخفاض الكبير في الدخل الذي رافقه انخفاض كبير في درجات الحرارة يزاد يوماً بعد يوم، وبدأت مشاهدات لحالات مرضية كثيرة تطفو على السطح، منها قضمة البرد التي تصيب الجلد والأنسجة تحته، وأخذت تظهر بين الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين الوسط والشدة، وخاصة بالقدمين واليدين ما يشعرهم بالألم الشديد وأحياناً تعوق قدرتهم على الحركة والنشاط، والتي تتحول إلى خطيرة في حال عدم الانتباه لها وعلاجها وطلب التدخل الطبي في حال تفاقمها.
طرق الوقاية
اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميلية الدكتورة لينا شحرور تحدثت لـ”الثورة” عن مرض عضة البرد أسبابه وعلاجه، وطرق الوقاية منه: تعرف عضة البرد بأنها حالة طبية تحدث لدى الأطفال عندما يتعرض جلدهم والأنسجة الموجودة تحته لبرودة شديدة، ما يؤدي إلى تجمد السوائل في الأماكن المكشوفة مثل الأصابع، في اليدين والقدمين والأذنين، والأنف، يمكن أن تتطور هذه الحالة وتصبح خطرة في الطقس البارد جداً أو في ظروف الرياح الشديدة، وتصبح مؤلمة جداَ بحاجة لتدخل طبي فوري.
وبينت أن هناك عوامل عديدة تساهم في حدوثها، وتؤثر بدرجة اصابة الطفل بها منها: البرودة الشديدة والرياح القوية والتعرض المباشر لدرجات حرار منخفضة، كون الطفل لا يدرك الخطر وشعوره بالبرد مختلف عن البالغين، بالتالي يبقى فترة طويلة في الظروف الباردة دون حماية كافية.
تواجد الطفل في المدرسة لوقت طويل مع نقص التدفئة زاد من حدة الإصابات خاصة، كذلك الانخفاض الشديد الذي تشهده بلدنا في هذه الأيام، منوهة بأنه دائماَ ما نجد معاناة للأم بجعل الطفل يرتدي الملابس الدافئة والواقية والتي إن لم تكن كافية يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة.
وأشارت إلى ضعف بنية الطفل مع بعض الإصابات المرضية مثل مرض السكري أو ضعف الدورة الدموية تزيد خطر الإصابة مع البرد الشديد.
أعراض العضة
وذكرت أن هناك أعراضاً تبدأ خفيفة مثل شعور بسيط بالتنميل بالأطراف المصابة يشتكي الطفل منها أحياناً كثيرة لا ينتبه الأهل لها أو يعطوها أي أهمية على أن يبدأ الطفل بالشعور بتنميل مؤلم مع فقدان الحساسية في المنطقة المصابة، وهنا نؤكد على دور الأم بمتابعة أطفالها مع ظهور أي عارض بداية ومراقبة الإصابة لديهم فيما بعد لأنها في أحيان كثيرة تتطور إلى تغير لون الجلد لديهم إلى الأبيض أو الرمادي المصفر ويتحول أحيانا إلى اللون البنفسجي، مع صلابة المنطقة وتورم وتقرحات في الحالات الشديدة، والشعور بألم لا يطاق عند محاولة تدفئة المنطقة المصابة، وهنا لابد من استشارة طبية لمعرفة طريقة التعامل مع الإصابة.
الإسعافات الأولية
كما أوضحت الدكتورة شحرور أن هناك بعض الخطوات التي يجب اتباعها من الأهل في حال الاشتباه بالإصابة، مثل: إحضار الطفل إلى مكان دافئ على الفور تدريجياً، وإعادة تدفئة المناطق المصابة باستخدام الماء الدافئ لا الساخن. إضافة إلى تجنب فرك الجلد، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة.
ويجب استشارة طبيب إذا كانت الأعراض شديدة أو إذا لم تتحسن الحالة بعد التدفئة، لأنها تكون بحاجة لتدخل دوائي للحد من الأضرار، حيث يتم علاجها بمسكنات مع مراهم تحتوي على كورتيزون حسب شدة الحالات.
الوقاية
وأكدت الدكتورة شحرور أهمية انتباه الأهل والعناية جيداً بأطفالهم في هذا الطقس البارد لتجنب الإصابات بعضة البرد لأنها مزعجة جداً، خاصة في حال الإصابة في اليدين أو أصابع القدمين لأن منظرها يكون مخيفاً لهم، كما أنها تعوق حركتهم كثيراً بسبب الألم الشديد المستمر مع أي نشاط، منوهة بأهمية ارتداء الأطفال ملابس دافئة، بما في ذلك القفازات والقبعات والجوارب، وتقليل وقت التواجد في الطقس البارد، ومنعهم من الخروج عندما تكون درجات الحرارة منخفضة جداً، والمراقبة المستمرة للأطفال وتقييد نشاطهم مع بداية الإصابة وبدء العلاج ليضمن سرعة استجابة الجسم وشفاء الأنسجة التالفة والمصابة.
#صحيفة_الثورة