لم تنتخب أميركا دونالد ترامب سيداً للبيت الأبيض فقط، في واشنطن انتخب الرئيس الجديد ليغير ملامح العالم من جديد، الكل انتظر دونالد ترامب الأعداء قبل الأصدقاء، الرجل يتقن معادلات إخماد الحروب بعصا المصلحة الأميركية، دقات قلب زيلنسكي في أوكرانيا تتسارع كلما اقتربت القمة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، جائزة ترضية ينتظرها القيصر الروسي من ترامب بعد أن أجهضت نظرية التعددية القطبية.. والكل يتوقع أن يقدم المساحات التي وصل لها مخلب الدب الروسي، هناك هدية أميركية وحدود لوقف الحرب مع أوكرانيا.. فوحدها الخرائط العسكرية ترسم ملامح التفاهمات السياسية ولا مكان للدبلوماسية فوق طاولة الوهن الميداني.
ولا مكان لدموع زيلنسكي أيضاً هو يرقب قمة ترامب بوتين بالسعودية، فالرجل أسقط بيده ولا مجال أمامه إلا الندب على أبواب الاتحاد الأوروبي والدعوة لتشكيل جيش أوروبي يدافع عن القاره قبل أن يقضم ترامب أوكرانيا ويهديها لصديقه بوتين.. ربما استبق الأميركيون زيلنسكي في ميونخ وشتموا الشمطاء الأوروبية علناً في محاولة لتحجيمها، فنائب ترامب. جيمس دي فانس تنمر على العجوز الأوروبية التي التقطت في شبابها أهم مراحل تشكيل العالم وصرخ في وجه الأوروبيين في ميونخ أن التهديدات والتحديات تأتي من داخل الاتحاد الأوروبي.
فانس رمى في وجه الأوروبيين أجندة ترامب فيما يخص ملف الهجرة والسياسية وانصرف ليلحقه الروسي وينعت الأوروبيين أيضاً بعديمي الفائدة.. ولا تبدو اللقطة هنا جارحة للأوروبيين بقدر ما تحجم الروس في تبعية الأميركي عندما يجلس ترامب في المكتب البيضاوي.
قمة ترامب بوتين ستحدد الملامح الأوروبية وليس مصير العلاقة مع روسيا والحرب الأوكرانية وتبدو القمة مكاناً لإظهار الأحجام الحقيقية لكل من الأوروبي والروسي والأوكراني، ولكن مكانها في الرياض أيضاً يفرض إظهار دور المملكة العربية السعودية في المنطقة العربية وفي رسم السياسة العالمية القادمة.
يتعامل ترامب مع بوتين كصديق وليس كقيصر روسي، أو رئيس لأكبر دولة منافسة في نظام متعدد الأقطاب يربت على كتفه ليقول لك أوكرانيا، ولنا أن تعترف بأن نظرية التعددية القطبية قد فشلت مبدئياً.