الثورة – غصون سليمان:
باتت الحاجة إلى التكنولوجيا في حياة الأفراد والمجتمعات كما الأوكسجين الداعم للاستمرار والبقاء على قيد الحياة، وخاصة على صعيد التعليم، فما دور التكنولوجيا في تحسين جودة التعليم وتسهيل الوصول إليه وربطه بسوق العمل في سوريا، وكيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وما هي أفضل المجالات المستخدمة بهذا المجال، إضافة إلى كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأداء الأكاديمي؟.
هي مجموعة عناوين عملت عليها الأستاذة في الجامعة الافتراضية وكلية التربية جامعة دمشق الدكتورة غنى موسى- عضو فريق الباحثين التربويين، في بحثها المقدم لورشة عمل رؤى شبابية بمركز سند التنموي.
وحرصاً من صحيفة الثورة على متابعة المحاور الهامة التي عالجتها وناقشتها الدكتورة موسى بالتفصيل في حوار تفاعلي مع الشباب لدخول سوق العمل، مدعومة بالوسائط كان الحديث معها.
لفتت إلى أهمية هذا الموضوع ولاسيما أن التكنولوجيا تشغل حيزاً كبيراً من حياتنا اليومية في مختلف جوانبها العلمية والعملية، كما أن الأدوات التكنولوجية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تجربتنا التعليمية، وقد أدى التقدم التكنولوجي إلى ظهور طرائق وإستراتيجيات جديدة في التعليم تعتمد على توظيف مستحدثات تكنولوجية لتحقيق التعلّم المطلوب، بهدف إتاحة المعلومات للمتعلم في المكان والزمان الذي يناسبه، وذلك بأساليب متنوعة مدعومة بالوسائط المتعددة Multimedia من صوت ورسوم وصور ثابتة ومتحركة ومقاطع فيديو ما يجعل التعلم ممتعاً وشائقاً، ويتحقق بأقل وقت وأقل جهد وأعلى كفاءة.
مرونة التكنولوجيا
وفيما يتعلق بالاستثمار الأمثل للتكنولوجيا في التعليم، أوضحت الدكتورة موسى أهمية استثمار مرونة التكنولوجيا وقابليتها للتبادل مع وسائل أخرى ما يساعد على إنجاز البرامج التعليمية بكفاءة وإبداع، وضرورة توفير البنية التحتية للمؤسسات التعليمية وتجهيزها بالأدوات التقنية الحديثة مثل الحواسيب، اللوحات الذكية، والإنترنت السريع، بالإضافة إلى تدريب المعلمين وتأهيلهم لاستخدام التكنولوجيا بفعالية من خلال ورش عمل ودورات تدريبية مستمرة، وتشجيع الطلاب على استخدام التكنولوجيا في تقديم مشاريعهم وأفكارهم، ما ينمي مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي لديهم.
قوة دافعة
وعن كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة التعليم وربطه بسوق العمل، نوهت بأن استخدام الأدوات التكنولوجية يساهم في تعزيز التعلم وتطوير المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل، وقد أعطى المشاركون أمثلة عدة منها ما يتعلق بمساهمة الذكاء الصنعي بتحسين جودة التعليم وتسهيل الوصول إليه.
وبينت أنه قد أبدى المشاركون اهتمامهم بتطبيقات الذكاء الصنعي كونه قوة دافعة ومحركاً للمستقبل، واتفقوا على أنه يمكن لتطبيقات الذكاء الصنعي أن تساهم في تحسين جودة التعليم بمجالات عدة، كتخصيص التعلم، إذ يتم استخدام البيانات المتاحة لفهم احتياجات الطلاب ومتطلباتهم وتوفير المحتوى التعليمي المناسب لكل طالب وفقاً لمستواه وقدراته الفردية، وتصميم نماذج تعليم ممتعة من خلال استخدام تقنيّات التفاعل المتقدّمة مثل الواقع الافتراضيّ والواقع المعزّز، فضلاً عن تطوير محتوى تعليمي متنوع من خلال إنشاء منصات تعليمية تحتوي على موارد رقمية متاحة من مقاطع فيديو تعليمية وكتب إلكترونية وغيرها، وترجمتها إلى لغات متعددة لضمان وصولها إلى أكبر عدد من الطلاب.
بالإضافة إلى تعزيز تجربة التعلم من خلال استخدام المساعدين الافتراضيين وروبوتات الدردشة الذكية لمساعدة الطلاب في الإجابة عن استفساراتهم، كل ذلك يساهم في إعداد جيل متعلم ومؤهل لمواجهة تحديات المستقبل.
أكثر تفاعلية
ومن بعض مخرجات عمل الجلسة نوهت الدكتورة موسى بأن دمج التكنولوجيا بالتعليم وتنمية مهارات الطلاب التكنولوجية والريادية أصبح ضرورة ملحة لتحقيق التكامل بين مخرجات التعليم والتحولات في سوق العمل، فضلاً عن ضرورة استفادة المؤسسات التعليمية من ميزات استخدام التكنولوجيا والذكاء الصنعي لجعل بيئات التعلّم أكثر تفاعلية وتطبيقية، والتركيز على الابتكار لتهيئة سوق عمل تنافسية تسهم في النهوض وإعادة البناء.