الثورة – جاك وهبه:
لا يكاد المواطن يخرج من أزمة حتى يجد نفسه غارقاً في دوامة جديدة، من تذبذب سعر الدولار في السوق السوداء، تلك السوق الغامضة التي تحركها أيادٍ خفية، فتقلب حياة الملايين رأساً على عقب.
ومع كل صعود وهبوط، يزداد الخناق على المواطن الذي بات يترقب بخوف كل تغير في السعر، مدركاً أنه وحده من سيدفع الثمن في نهاية المطاف، بينما يبقى السؤال معلقاً: من يحرك خيوط هذه اللعبة؟
في ظاهر الأمر، قد يبدو تذبذب الدولار ناتجاً عن عوامل اقتصادية بحتة، كالعرض والطلب، شح العملات الأجنبية، أو حتى الأوضاع السياسية غير المستقرة، لكن خلف الكواليس، هناك من يحرك الخيوط، مستغلاً ضعف الرقابة وانعدام الشفافية.
المضاربون والمتلاعبون بالسوق، ممن يملكون كميات كبيرة من العملة الصعبة، يلجؤون إلى خلق أزمات مصطنعة، يرفعون خلالها السعر عمداً لجني أرباح طائلة على حساب المواطن البسيط الذي يلهث وراء تأمين قوت يومه.
في كل مرة تتراجع فيها قيمة العملة الوطنية أمام الدولار، ترتفع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني، حتى تلك المنتجة محلياً، بحجة ارتفاع تكلفة الاستيراد، وبينما يبقى دخل المواطن ثابتاً أو يتآكل بفعل التضخم، تستمر حلقات الاستغلال، ويزداد الفقر، ويقل الأمل.
إذاً، ما الحل؟ لا يمكن إنهاء هذه “اللعبة” إلا بإجراءات صارمة من الجهات المعنية لضبط السوق، وتعزيز الشفافية، ووضع سياسات اقتصادية تضمن استقرار العملة، والأهم من ذلك، أن يتحمل الجميع مسؤوليته، لأن استمرار هذه الفوضى يعني شيئاً واحداً فقط: المواطن سيظل الخاسر الأكبر دائماً.