الثورة – نيفين أحمد:
تحت عنوان “من التحديات إلى الفرص نحو استراتيجية شاملة” أقيمت ورشة تحضيرية لوضع أسس إعداد الخطة الاستراتيجية لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في فندق الشام وتستمر حتى يوم غد الأربعاء.
وحضر الافتتاح وزير الزراعة محمد طه الأحمد، وممثل المنظمة العالمية للغذاء “الفاو” طوني العتل، ومدير التعاون الدولي بسام الحسين، وعدد من المعنيين في الوزارة وأدار الجلسة السيد سعيد إبراهيم.
تضافر الجهود
وأكد وزير الزراعة في تصريح خاص لـ”الثورة” أن هذه المرحلة حاسمة وتتطلب تضافر الجهود وإيجاد الحلول للمرحلة المستقبلية للقدرة على النهوض بقطاع الزراعة وتحقيق التنمية المستدامة لبناء سوريا الجديدة، مشيراً إلى أن الزراعة ليست قطاعاً اقتصادياً وحسب، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا ومصدر رئيسي لغذائنا واستقرارنا.
وقال: نحن ندرك التحديات التي يواجهها قطاع الزراعة اليوم والتي تثقل كاهله وتعيق مسيرته نحو الازدهار، وتترك بصمات عميقة على حياة الفلاحين والأمن الغذائي في أنحاء البلاد وهذه التحديات معظمها موروث من الماضي، من ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف البنية التحتية وضعف التسويق والإرشاد الزراعي، وبعضها الآخر هو نتيجة الحرب الضروس التي قضت على كل شيء.
إعادة الخبرات والكفاءات
وتابع الوزير الأحمد: اليوم أنه مع فجر الحرية تبدأ صفحة جديدة من الأمل والتحدي للتغلب على المشكلات وإعادة الخبرات والكفاءات إلى وطننا، ودعم عودة المزارعين المهجرين إلى قراهم مما يسهم في إحياء أرضنا، وإعادتها للأفضل، وعليه تم التحضير لهذه الورشة التي انطلقت بجهود العديد من الباحثين والخبراء، واكتملت بجهود الوزارة بالتعاون مع منظمة الفاو لتكون اللبنة الأولى لصياغة استراتيجية جديدة شاملة لتطوير القطاع الزراعي، والتي تهدف تحويل التحديات الراهنة إلى فرص مستدامة لبناء قطاع زراعي قوي يدعم التنمية الزراعية والاجتماعية.
وأضاف نعمل على تطوير القطاع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة وفق رؤية واضحة تستند إلى مبادئ والقيم الأساسية المعتمدة من قبل المنظمات الدولية.
شراكات لتحقيق تنمية متوازنة
وأشار الوزير الأحمد إلى الشراكة والتعاون مع المنظمات الدولية لضمان تحقيق نهضة زراعية قائمة على الاستثمار المشترك، وتبادل المعرفة ودعم الاقتصاد الريفي من خلال تطوير سلاسل القيمة الزراعية وتحسين الفرص الاقتصادية بما يساهم تحقيق تعافي اقتصادي مستدام.
وأضاف: إننا نسعى إلى تشغيل اليد العاملة وتحقيق مخزون استراتيجي من المحاصيل الزراعية وخاصة بما يتعلق بقوت المواطن السوري كما نسعى إلى توظيف البحث العلمي لإنتاج الوحدات الإكثارية.
وعن حاجة الوزارة من المنظمات الدولية كقطاع زراعي، قال الوزير الأحمد: إن ممارسات النظام البائد أدت إلى تراجع الزراعة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مما يتطلب تضافر جهود كبيرة، وسنركز العمل مع المنظمات لدعم مشاريع التنمية الأسرية بحيث نعمل على رفع مستوى المعيشة المزارعين، كذلك سيتم التركيز على صيانة وإعادة تأهيل البنى التحتية الخاصة بالقطاع الزراعي، مبيناً أن جميع الإحصاءات في زمن النظام البائد كانت خاطئة، لذلك سيتم إطلاق مشروع للإحصاء الزراعي في بداية الشهر الرابع.
أسس إستراتيجية
مدير المنظمة العالمية للتنمية الزراعية البروفيسور إبراهيم الدخيري قال: التركيز على النظم والأسس الاستراتيجية هي أهم نقطة في الورشة وقد وضعت المنظمة أسساً، منها: استراتيجية التنمية الزراعية، واستراتيجية تربية الأحياء المائية، وهي تضع أسس قوية جداً لاستثمار وإنتاج الثروة السمكية.
وطرح كتيب صغير يشرح فيه حالة النظم الزراعية والغذائية للدول المتأثرة بعدم الاستقرار والنزاعات فيها.
تحسين مستوى معيشة المزارع
ممثل منظمة “الفاو” قال في تصريح خاص لـ”الثورة”: تأتي هذه الورشة بهدف جمع كل الأطراف المعنية بقطاع الزراعة وتطوير القطاع، ووضع استراتيجية للنهوض بالقطاع الزراعي والهدف الأساسي لنا كمنظمة تغذية وزراعة هو تحسين مستوى المعيشة للمزارعين، وإعادتهم للإنتاج الزراعي بعد هجر العديد منهم لقراهم ونتعاون بجهود كافة الجهات المعنية لإعادة المزارعين، والنهوض بالقطاع إلى أحسن حال ومساعدتهم إلى إعادة نشاطهم الزراعي وبالتالي تحسين القطاع الزراعي بشقيها النباتي والحيواني إضافة إلى الأسماك.
وأضاف العتل: الهدف الأساسي بشكل خاص بناء ما تهدم من البنى التحتية للموارد المائية، من مضخات إلى أقنية ري، لأنها شريان الحياة للزراعة.
تعافي مبكر
مساعدة ممثل منظمة الفاو لشؤون البرامج الدكتورة هيا أبو عساف بينت أن الورشة فرصة ذهبية لإعداد خطة استراتيجية تساعد وزارة الزراعة للنهوض بقطاع الزراعة ونقله للتعافي المبكر، وتجمع شركاء من مختلف الاختصاصات من منظمات الأمم المتحدة ومن جهات حكومية، لكي نتشاور ونحدد المشاكل ونقترح الحلول الممكنة ونساعد الوزارة بتحديد أهداف الاستراتيجية وصياغة رؤية الاستراتيجية للقطاع.
منصة حيوية
مدير التعاون الدولي في وزارة الزراعة بسام الحسين، أشار إلى أنه تشكل الورشة منصة حيوية لإطلاق عملية وضع خطة لاستراتيجية شاملة للواقع الراهن بعد التحرير، وتأتي هذه المبادرة في لحظة تاريخية في ظل التحديات التي تعاني منها الزراعة حالياً، وكانت انطلاقة الورشة من المبادرة التي أطلقها خبراء سوريين واكتملت بتكاثف الجهود من كوادر الوزارة والمنظمات الدولية “الفاو”.
الاستفادة من البحث العلمي
تخللت الورشة مداخلات وكانت إحدى المداخلات لأمين عام الصناعة الغذائية، وأكد على أهمية السلامة الغذائية والجودة والتعبئة والتغليف، وعلق على أن التغليف والتعبئة وصل إلى 25 عاماً، وتكلفتها بسيطة واعتبرها من الأولويات.
في مداخلة أخرى لمدير الهيئة العامة للبحث الزراعية الدكتور موفق جبور أكد على الاستفادة من البحث العلمي للثروة الحيوانية كونها لها ميزة تصديرية.
وفي ختام الورشة تم إقامة جلستين، كل جلسة في قاعة وهي عبارة عن جلسات مناقشة تفاعلية وآراء تخص القطاع الزراعي والفرص الاستثمارية التي يجب استثمارها في هذا المجال والتحديات والحلول، وتعددت الآراء والمناقشات واستمرت النقاشات نحو الساعتين، وانتهت بعدة حلول طرحها المعنيين بالقطاع الزراعي.
#صحيفة_الثورة