الثورة – ناصر منذر:
لا تنفك الدول الأوروبية ترسل موفديها إلى دمشق، للقاء القيادة الجديدة، والاطلاع على رؤيتها تجاه الأوضاع والقضايا الدولية الراهنة، حيث استقبل السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني اليوم، وفداً قبرصيّاً رفيع المستوى برئاسة كونستاندينوس كومبوس وزير خارجية قبرص.
وفي مثل هذه الزيارات واللقاءات، تكون مسألة العلاقات الثنائية، وجملة من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حاضرة على طاولة البحث والنقاش بين الجانبين، ولا شك أن ملف العقوبات الغربية المفروضة على سوريا سيكون في صدارة النقاش أيضا مع الوفد القبرصي، لاسيما وأن قبرص هي جزء من التكتل الأوروبي الذي مازال يفرض عقوبات على سوريا، بسبب سياسات النظام البائد، وعمد مؤخرا إلى تخفيفها، وهذا لايكفي، إذ تحتاج سوريا إلى رفع العقوبات بشكل كامل، لزوال مبررات وجودها، وللمساهمة في تسريع عملية تعافيها الاقتصادي، بما يخدم إعادة الإعمار على مختلف الصعد.
وكانت قبرص، إلى جانب اليونان، قد أبدت اعتراضها على مسألة رفع العقوبات خلال المؤتمر الدولي الذي احتضنته باريس مؤخرا حول دعم العملية الانتقالية في سوريا، حيث كان الاتحاد الأوروبي قد وافق من حيث المبدأ، الشهر الماضي على رفع العقوبات، لكن لم يكن هناك متابعة بسبب اعتراضات قبرص واليونان على محادثات الحدود البحرية بين سوريا وتركيا والتي تؤثر على المياه التي تطالب بها اليونان.
زيارة الوفد القبرصي تأتي في سياق زيارات الوفود الأوروبية، التي تتطلع بلدانها لإقامة أفضل العلاقات مع سوريا، بعد سقوط النظام المخلوع، والبحث في إمكانية المساعدة للنهوض بسوريا، والتطلع نحو إقامة شراكات اقتصادية معها والمساهمة في مرحلة إعادة البناء والإعمار.
وزير الخارجية القبرصي، كان قد أبدى في نهاية كانون الأول الماضي، استعداد بلاده في مساعدة سوريا في القضاء على مخزونات الأسلحة الكيميائية المتبقية، ودعم البحث عن أشخاص لايزال مصيرهم مجهولاً بعد أكثر من عقد من الحرب، وقال حينها في حديث لوكالة أسوشيتد برس:” إننا دولة مجاورة من سوريا، ولدى قبرص مصلحة متأصلة في مستقبل سوريا، لأن التطورات فيها لابد أن تؤثر على قبرص بشكل مباشر، لاسيما فيما يتعلق بتدفق المهاجرين المحتمل”.
ومن هنا، يفترض أن يكون لقبرص مصلحة أيضا في رفع العقوبات بشكل كامل عن سوريا، حيث من شأن رفع تلك العقوبات أن يعزز أمنها واستقرارها، وبالتالي أي مخاوف تتعلق بتدفق المهاجرين ستزول فور تعافي سوريا بشكل كامل، وسبق لوزير الهجرة القبرصي نيكولاس يوانيدس، أن كشف في بداية الشهر الحالي، عن سحب مئات اللاجئين السوريين الموجودين في الجزيرة منذ اندلاع الثورة طلبات لجوئهم خلال الأسابيع التي أعقبت سقوط النظام المخلوع.
وحينها نقلت رويترز عن يوانيدس قوله إن قبرص شهدت منذ الـ 9 من كانون الأول ارتفاعاً في عدد السوريين الذين يتراجعون عن طلبات اللجوء، مضيفا: “لدينا في المتوسط 40 طلب لجوء يتم سحبه يومياً من قبل سوريين.”
#صحيفة_الثورة