بعد تحرير أسعار المشتقات النفطية، خلافاً لما كان سائداً قبل تحرير البلاد من النظام البائد، انتشرت وبشكل ملفت صهاريج وسيارات المازوت على الطرقات والتي تبيعه بأسعار متفاوتة، ونوعيات وألوان مختلفة، منها الأحمر والأصفر والأزرق، ومنه المكرر بأدوات بسيطة، أو المنقى بتقنية ومنه الأوروبي.
من بعض تلك الأنواع المكرر بالأدوات البسيطة، ويبيعه أصحاب تلك الصهاريج وكأنه من المازوت الجيد الذي تتوفر فيه شروط السلامة الصحية، لكن على العكس تنتشر منه روائح مؤذية للجهاز التنفسي والعيون، ويسبب الأمراض، كما أنه بطيء الاشتعال، ويترك آثاراً على القساطل التي يضطر المواطن كل عشرة أيام أو أقل لتنظيفها، عدا الأدخنة التي تتشكل على جدران المنازل.
لا يضر المواطن توافر المواد، لأن ذلك طموحه وأمنياته، لكن من دون هذه الفوضى التي نشهدها من دون أي رقابة على جودة المواد أو أسعارها، حيث كل يغني على ليلاه، وترى الفارق واضحاً بين محطة الوقود والمعتمد وبائع المفرق، من دون أن يحسب أي منهم أدنى حساب لشكوى أو سؤال، وجلّ هم هؤلاء كلهم زيادة الربح وجمع المال.
الموضوع لا يقتصر على مازوت التدفئة، فهناك معاناة أخرى يعيشها المواطن مع البنزين أيضاً والغاز الذي لا يعرف مصادره الصحيحة، ويتسبب بمشكلات في الآليات والمنازل، فهل من مجيب، لإيجاد الحلول قبل تفاقم المشكلة؟!
