الثورة – مها دياب:
عندما طلبت إحدى المؤسسات الأهلية بريف دمشق تحديث قاعدة البيانات للأسر لديها، وأن هناك من يحب تقديم بياناته لإضافة أسر جديدة للدخول ضمن البرامج التوعوية والدورات المهنية لديها، تفاجأت بعدد هائل مقبل على التسجيل، ظناً منهم أنها لتوزيع السلة الغذائية، وانتشر الخبر بين الأهالي والجيران ضمن المنطقة حيث نشر على مواقع التواصل لمن يحب الحصول على سلة غذائية ليذهب ويسجل.
وطبعاً عند اجتماعهم بمسؤول المؤسسة واطلاعهم على الهدف، كانت الغاية من ضمهم هو من أجل معرفة أوضاع الأسرة، وعدد الأطفال، وإن كان لديهم أطفال بحاجة لمساعدة من ذوي الإعاقة، أو أطفال بحاجة للدعم بدراستهم للمراحل التعليمة، أو لديهم مواهب يرغبون بإتقانها وتعلمها مهنياً خاصة بالنسبة لعمر ١٤ سنة وما فوق.
أيضاً تم سؤالهم: إن كانوا بحاجة لتدريب مهني مع تأمين الأدوات لهم للتدريب حتى يتم إتقان المهنة، الأمر الذي يخلق فرص عمل لهم خاصة النساء المعيلات، وكذلك الأزواج الذين لديهم إعاقة ما أو مرض ما يمنعهم الخروج من المنزل بالتالي يتم مساعدتهم لتعلم مهنة حسب حالتهم من أجل إعالة أسرهم دون الحاجة للمساعدة طوال الوقت.
المفاجأة باختصار كانت حاجتهم لسلة غذائية، لكن الجهة المعلنة بررت حين بدأ اعتراض الأهالي على هذا السلوك وبهذه الطريقة، وأن المساعدات والسلل الغذائية بالواسطة وأنها تعطى للأفراد غير المحتاجين، وحسب درجة القرابة العائلية.
وبالتالي بدأت حملات تشهير على مواقع البلدة حول التفرقة بين الأسر ويتم اختيارها بالواسطة وما إلى ذلك، رغم التأكيد أن المنطقة كلها لم تأت لها أي سلات غذائية، وهذا يؤدي للأسف إلى ثقافة الاعتماد من دون الإنتاج عند الكثيرين من أبناء المجتمع، هذا الفكر الذي انتشر وتأصل بين الأفراد خلال أعوام الحرب الطويلة لإلهاء الناس وجعلهم اعتماديين وتأصيل فكرة أن هذه السلة هي الحل الأمثل لهم رغم أن المساعدة هنا آنية، وليست مستمرة، وسوف تنقطع يوماً ما، إلا أن الاعتياد أنساهم ذلك.
فالسيدات لا تقمن بتوفير المؤونة السنوية، كما اعتادت أمهاتنا دائماً، ولا الكثير من الرجال يهتموا بالعمل كونها تأتي شهرياً أو كل شهرين سابقاً، وعند انقطاعها ساد الكثير من الكلام واللغط حولها وباتت العديد من الأسر في حالة فض النزاع والمشكلات مع بعضها كون كل واحد منهم يقول: أنا الأحق.
فيما اليوم قطعت إلا في بعض الحالات، ونحن هنا لا ننكر أهمية وجودها لبعض الأسر التي ليس لها معيل أو لديها حالات مرضية تمنعها من العمل.. ولكن بشكل عام يجب نشر الوعي بأهمية العمل والكسب من جد وتعب اليد تأكيد لمقولة “لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطادها”.
#صحيفة_الثورة