من شجرة الرمان كانت البداية.. ريم درويش استثمرت أوقات فراغها بمشروع مثمر

الثورة – فادية مجد:

كانت ومازالت المرأة السورية أيقونة ومنبع العطاء على مر الزمان، ضربت بها الأمثال بتضحياتها، ووقوفها إلى جانب الرجل مساندة داعمة، صنعت كياناً خاصاً بها من دون ابتذال، اجتهدت على جميع الأصعدة، فكانت المربية والعاملة والمدرسة والطبيبة والشاعرة، في كل مكان تكون فيه تزهر جمالاً وعطاءً بلا حدود، يسكنها إيمان أن الحياة تشاركية، ولدى كل إنسان رسالة مهما صغرت لها دورها في بناء المجتمع.
السيدة الحرفية ريم محمد درويش واحدة من نساء بلادي اللواتي اجتهدن وأدركن قيمة الوقت في حياتهن، فحولت أوقات فراغها إلى وقت يثمر بأشهى المؤن الغذائية من صنع يديها، لتتحول من سيدة بيت إلى اسم ومشروع نال استحسان كل من حولها.
تواصلنا مع السيدة درويش والتي بدأت حديثها بالتعريف عن نفسها بالقول: أنا ابنة ريف صافيتا، وأم لشابين يشقان طريقهما في الحياة، وصاحبة مشروع مؤونة غذائية منزلية طبيعية عرفت باسم “الريفية صفتلية”، هذا الاسم المشهورة به على مواقع التواصل الاجتماعي تيمناً بمدينة صافيتا التي اعتز بالانتماء لها، والتي لها طابع خاص مميز بجمالها وطيبة أبنائها وتعلقهم بأرضهم.

بداية المشروع
وعن بدايات فكرة مشروعها في المؤونة الغذائية قالت: فكرة المشروع كانت مع بداية عام ٢٠٠٢ لملء أوقات الفراغ، فلم يكن لدي أولاد بعد، فقررت أن أشغل نفسي، وكان في حديقة منزلي أشجار الرمان، فبدأت بصنع دبس الرمان، معتمدة على الخبرة التي اكتسبتها من والدتي والمحيط الذي أعيش فيه، لأقوم بإدخال الشنكليش والزبدة والسمنة العربية، وكانت معظم منتجاتي تقدم كهدايا للأصدقاء والأقارب هذا في المرحلة الأولى، ليتطور عملي بعد ذلك من خلال الأصدقاء، فأصبح صديق صديقي يتواصل معي ويطلب المنتج، وبقيت على هذا الحال حتى بداية ٢٠١٩، إذ دعيت من خلال مديرية الزراعة في طرطوس للمشاركة بمهرجان الريفية.
23 صنفاً
وأشارت إلى أنه مع الوقت أصبحت منتجاتي تتنوع بشكل سريع، لتتجاوز 23 صنفاً، ما بين مشتقات الحليب، والمربيات، وخل التفاح، والمكدوس، وزيت الزيتون، والزيتون بكل أنواعه، مبينة أن هذا التنوع يعود للتشجيع والإقبال المتزايد من الناس التي أخذت من منتجاتي، الأمر الذي كان حافزاً للتوسع بمشروعي، فسجلت في هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة- فرع طرطوس، وكانت هذه الخطوة بمثابة البوصلة لتوجيه مشروعي، لأخوض بعد ذلك عدة دورات تدريبية مجانية من خلال الهيئة (دورة حسن مشروعك، ودورة ريادة الأعمال)، كما شاركت بعدة معارض وفعاليات تابعة لهيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكذلك مع غرفة التجارة ومشاركات مع اتحاد عمال طركوس، والنادي الأهلي الاجتماعي بصافيتا، وبحمد الله وفضله حقق مشروعي مردوداً مادياً جيداً لأسرتي، وساهمت في تعليم أولادي في الجامعة، وكل هذا النجاح الذي حققته بعد توفيق الله، يعود ثانياً لدعم زوجي وتشجيعه الكبير ووقوفه بجانبي.

إنتاج الزعفران
وعن زراعة الزعفران التي أضافتها للمؤونة الغذائية أفادت أن ذلك بدأ عام ٢٠٢٠ , وكانت التجربة بزراعة ٢٥ بصيلة، والآن لدي أكثر من 750 بصيلة مزروعة، وقد حققت أيضاً زراعة الزعفران مردوداً مادياً جيداً، ونجحت زراعته في حديقة منزلي بسبب وجود المناخ المناسب لزراعته، منوهة بأن الزعفران يستخدم في الطبخ كنوع من البهارات، طبعا المياسم الموجودة في الزهرة، وقد أثبتت الدراسات الطبية بأنه يدخل في بعض الأدوية لعلاج السرطان ويمكن أن يدخل بتركيب المستحضرات التجميلية أيضاً.
تحديات
وأوضحت أن التحديات التي اعترضتها، تمثلت بقلة اليد العاملة وانقطاع الطاقة الكهربائية الطويل، وعدم وجود دعم مادي من أي جهة، والغلاء المتسارع في سعر المواد الأولية لتجهيز المنتجات الغذائية، مشيرة إلى أن منتجاتها تتم عملية تحضيرها وصنعها في مطبخ منزلها، متمنية أن تمتلك وحدة تصنيع، وهي تحتاج لمعدات، مثل: أوان وطناجر لسلق البتنجان، ومواقد وبرادات، ومكنات طحن، وخضاضات وغيرها، وبوحدة التصنيع هذه، نتمكن من تجهيز كميات أكبر وتشغيل يد عاملة نحقق لها مورد دخل في هذه الأوقات الصعبة.
عزيمة
وختمت درويش حديثها: على الرغم من كل الصعوبات والعقبات لم تلن عزيمتي، وبقيت متمسكة بأنني سوف أصل إلى هدفي، ولأن إيماني وحبي لمشروعي جعل إرادتي أقوى، لأنه بالإرادة واليقين بالله، وحب العمل نتجاوز معظم الصعوبات.
وأتوجه من خلال صحيفتكم الموقرة لكل سيدة بنصيحة، وهي أن تبدأ مشروعها الخاص الذي يعود عليها وعلى أسرتها بمورد مادي، وأن تمتلك الإرادة وتشغل وقتها بأشياء مفيدة ولا تستسلم لليأس، بل تسعى لتثبت وجودها، لتكون فرداً منتجاً في المجتمع، ولتبدأ من محيطها وبأي أشياء تحبها.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية