الثورة – لقاء ميساء العلي وبشرى فوزي:
أقيمت المدينة الصناعية بعدرا بهدف جذب الاستثمارات وتوطين رؤوس الأموال من خلال المشاريع الاستثمارية والمرافق الخدمية لتطوير الاقتصاد الوطني بمختلف قطاعاته، وتأمين فرص عمل اليد العاملة وتأهيلها وإدخال التكنولوجيا االاستثمارلحديثة إلى سوريا بما يتماشى مع تحقيق التنمية المستدامة.
تحسن تدريجي
مدير المدينة الصناعية المهندس حسن السيد في حديث خاص لـ”الثورة” أكد أن الوضع الاقتصادي في سوريا يشهد تحسناً تدريجياً مع وجود تحديات كبيرة، حيث إن الضربات الاقتصادية التي تلقتها الصناعة السورية خلال السنوات الماضية، أثرت بشكل كبير، ومع ذلك هناك خطوات إيجابية ستساهم في تعزيز الصناعة مثل إزالة بعض العقوبات الاقتصادية وتعزيز الصادرات.
ويضيف: بعد التحرير، وسقوط النظام البائد، والانفتاح العربي والدولي، ورفع العقوبات بشكل جزئي، سيتم النهوض بالصناعات المحلية إلى العالمية عن طريق فتح باب الاستثمار ورفد المدينة بجميع الإمكانيات المادية والبشرية، لتذليل المعوقات والصعوبات التي اعترضت واقع العمل لعقود طويلة.
وأشار إلى أنه في هذه المرحلة الانتقالية لابد من تكاتف جهود الصناعيين والتعاون مع الحكومة الجديدة لتجاوز هذه المرحلة لتعافي الاقتصاد، وللانطلاق بعجلة الإنتاج مجدداً، فهناك طلب دائم على التخصيص بمقاسم صناعية ولمختلف أنواع الصناعات، علماً بأننا نقوم حالياً بتخديم منطقة التوسع الجديدة بخدمات البنى التحتية اللازمة لإتمام عمليات التخصيص لكافة القطاعات الصناعية من كيميائية وغذائية وهندسية، وبشكل متواتر هناك معامل جديدة تدخل الخدمة ولو بفترات زمنية متباعدة .
إجراءات
وحول الإجراءات التي تقوم بها المدينة للتخفيف من العوامل السلبية والتي تعيق دوران عجلة الإنتاج بالشكل الجيد، يلخصها السيد من خلال الخطوات الحكومية الجديدة في المدن الصناعية والمتمثلة بتعديل نظام الاستثمار وتوحيده لجميع المدن الصناعية والخروج بنظام أكثر مرونة وتطورا يلبي متطلبات المرحلة المقبلة ووضع رؤية واستراتيجية واضحة تعنى بتحسين مناخ الاستثمار بما يتناسب مع حجم الإقبال الكبير المتوقع على الاستثمار بعد التحرير، بالإضافة إلى وضع أسس العمل لضمان التنمية الاقتصادية وفور تصديق نظام الاستثمار الجديد يعاد فتح باب الاكتتاب والتخصيص في المدينة الصناعية بعدرا.
تبسيط
وأضاف: إن هناك تبسيطاً على جميع الإجراءات المتعلقة بالمستثمرين من خلال النافذة الواحدة بدءاً من عملية التخصص بالمقاسم وصولاً إلى التراخيص اللازمة لبناء المنشأة والحصول على رخص استيراد خطوط الإنتاج والمواد الأولية اللازمة للتشغيل، وقمنا بالتوسط لدى وزارة الكهرباء بما يضمن التغذية الكهربائية المستمرة على مدار الساعة.
كما وتقوم إدارة المدينة الصناعية وبشكل مستمر بصيانة جميع خدمات البنى التحتية المنتهية، ونخص بالذكر موضوع شبكة المياه التي تغذي جميع المنشآت، وكذلك محطات الضخ والآبار المغذية لها، حيث إن المياه تشكل العصب الأساسي للصناعة، وتعمل على تخديم القطاع السابع بالخدمات المطلوبة، وذلك لاستيعاب المشاريع الجديدة والمستثمرين الجدد كما بدأت المدينة الصناعية بعدرا بإنجاز جميع البنى التحتية اللازمة للانخراط في عملية التحول الرقمي التي أصبحت حاجة ملحة وضرورية للبقاء على اتصال تجاري وصناعي مع العالم الخارجي.
صعوبات
ومن أهم الصعوبات التي تواجه الصناعيين في مدينة عدرا الصناعية- كما يقول المهندس السيد، هو النقص الكبير في العمالة الفنية المتخصصة والخبيرة والتي بدورها تنعكس سلباً على جودة المنتج، إضافة إلى ارتفاع تكاليف حوامل الطاقة والتي تؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتج النهائي وعدم كفاءة منظومة المحروقات لتلبية حاجات الآليات الثقلية والإطفاء والنظافة إضافة إلى ضرورة توسيع الملاك العددي وإعداد نظام داخلي للمدن الصناعية ناهيك عن الوقت الطويل الذي تحتاجه المشاريع الاستثمارية والجارية في إجراءات التصديق، مما يؤدي إلى التأخر في تنفيذ المشاريع الخدمية وبالتالي الدخول في متاهة فروق الأسعار.
طموحات
وحول الرؤية المستقبلية لمدينة عدرا الصناعية في سوريا الجديدة بعد التحرير، قال مدير المدينة: نطمح إلى إنجاز مشروع الأرشفة الالكترونية لجميع الوثائق بشكل نهائي، وبناء الخريطة الرقمية للمقاسم في عدرا الصناعية، إضافة إلى العمل على التوسع وتشجيع كل مشاريع التنمية المستدامة، وخصوصاً فيما يتعلق بالطاقات المتجددة، نظراً للطلب المتزايد عليها، وتفعيل الفعاليات التجارية والخدمية والإدارية والسياحية بقطاع المنطقة التجارية والإدارية المركزية، ناهيك عن العمل على إيجاد موارد مستدامة للمدينة الصناعية من خلال إيجاد موارد جديدة، مثل إمكانية بيع المقاسم على الهيكل لمرة واحدة بحيث تصبح (جواز بيع المقاسم على الهيكل لأكثر من مرة) وزيادة نسبة المدينة الصناعية