الثورة – ناصر منذر
بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني، يبحث مؤتمر المانحين التاسع، الذي انطلقت أعماله اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل، “التطورات في سوريا، والخطوات الأولى للمرحلة الانتقالية، والدعم المحتمل من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى الاحتياجات العاجلة للشعب السوري، مع التركيز على التعافي الاجتماعي والاقتصادي، مع مواصلة تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة لسوريا”. وذلك بحسب بيان سابق للاتحاد الأوروبي.
المؤتمر ينعقد هذا العام تحت عنوان” “الوقوف إلى جانب سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”، وتأمل سوريا أن يكون هذا المؤتمر مختلفا عن نسخه السابقة، لاسيما وأنه يأتي بعد سقوط النظام المخلوع، وترغب من المؤتمر أن يكون قادرا لتقديم دعم فوري وملموس للشعب السوري، وألا يتجاهل التأثير الخطير للعقوبات الأحادية التي لا تزال تعرقل تعافي سوريا.
وقد أكدت الحكومة في وقت سابق ضرورة ألا يكون المؤتمر مسيسا، بطريقة تخدم روايات محددة، وألا يروّج لأجندات خارجية على حساب سيادة سوريا ومصالحها الوطنية.
ومشاركة سوريا لأول مرة في المؤتمر، تأتي في إطار تجديد تأكيد القيادة الجديدة على التزامها بتعاون دولي حقيقي يحترم سيادة سوريا ويجعل احتياجات شعبها أولوية، ومن هنا، فإن تعويلها على المؤتمر، لا ينصب فقط على حجم المساعدات والأموال، بقدر ما تأمله من رفع العقوبات بشكل كامل، الأمر الذي يساعدها على قطع أشواط كبيرة على مسار التعافي وإعادة النهوض مجددا.
أوروبا، تبدي استعدادها، لمواصلة دعم سوريا في المرحلة الانتقالية، ولها مصلحة كبيرة في ذلك، لا سيما وأن عينها على المشاركة في إعادة إعمار سوريا، ويفترض منها أن لا تسيس قضايا المساعدات والدعم، وقد استبقت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، المؤتمر، بالتأكيد على المضي قدما في رفع العقوبات المفروضة على سوريا، منذ عهد النظام المخلوع.
وقالت في تصريح للصحفيين: “الاتحاد الأوروبي يجب أن يقدم المزيد من الدعم لسوريا وذلك بالتعاون مع الشركاء الإقليميين، نحن نعمل على تعزيز الجهود لرفع العقوبات”.
وبدورها أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين تعهدت بتقديم 300 مليون يورو كمساعدات لسوريا، مشيرة إلى أن إعادة إعمار سوريا سلميا “مهمة جسيمة”، مشيرة إلى أن ألمانيا ستقدم “للأمم المتحدة ومنظمات مختارة 300 مليون يورو إضافية لهذه العملية السلمية ولصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة”.
وأضافت في الوقت ذاته: ” لا يمكن أن يكون هناك مستقبل سلمي لسوريا إلا من خلال عملية سياسية شاملة.”
ولم يحد وزير الخارجية البلجيكي، برنارد كوينتين، عن نهج الاتحاد الأوروبي تجاه مساعدة سوريا، فأعلن أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب الشعب السوري ويدعم جهوده نحو تحقيق مستقبل أكثر استقراراً، مشيرأ إلى استعداد الاتحاد للمشاركة في إعادة إعمار البلاد. موضحا أن بلاده قررت تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا بشكل تدريجي. وقال: إن السلام يظل السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم في سوريا.
وكان الاتحاد قد أعلن في منشور له عبر موقعه” أن سقوط نظام الأسد يمثل لحظة تاريخية وفرصة للشعب السوري لتقرير مستقبل بلاده. في هذه الفترة الحرجة، يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب السوري، سواء داخل سوريا أو في جميع أنحاء المنطقة، وسيواصل دعم عملية انتقال شاملة بقيادة سورية، ويساهم في تلبية الاحتياجات الإنسانية، ويساهم في جهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار والاستقرار من أجل بناء سوريا حرة وسلمية ومزدهرة”.
وأضاف: “يُعدّ حشد الدعم الدولي لعملية انتقال شاملة وسلمية، وجمع تعهدات بالمساعدات الإنسانية وغير الإنسانية، ضمانًا لاستدامة الدعم للسوريين – سواء داخل البلاد أو في المجتمعات المضيفة في جميع أنحاء المنطقة، وخاصةً في الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق، أحد الأهداف الأساسية لمؤتمر بروكسل”.
وقبيل انعقاد المؤتمر، بحث الوزير الشيباني، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في العاصمة البلجيكية اليوم، آخر تطورات الأوضاع في سوريا وسبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية ” بترا” أن : الوزير الصفدي أكد موقف الأردن الثابت في دعم إعادة بناء سوريا على الأسس التي تحفظ أمنها ووحدتها، وتضمن حقوق الشعب السوري.
بإمكان مؤتمر بروكسل، بحال ابتعاده بشكل كامل عن مسألة التسييس، أن يساهم بشكل كبير في عملية التعافي التي ينشدها الشعب السوري، فدعم الحكومة، من شأنه التسريع في توفير بيئة آمنة ومستقرة لعودة اللاجئين، وهذا بحد ذاته يخدم مصلحة الدول المضيفة لهم، قبل أن يخدم مصلحة سوريا.
#صحيفة_الثورة
