الثورة – جهاد اصطيف:
تشهد أسواق حلب حركة تجارية مقبولة بحلول النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، في حين ارتفعت أسعار بعض السلع الغذائية مقارنة بالشهر الماضي، ليبقى التحدي الأكبر أمام أي أسرة، الوضع المعيشي، حيث يلقي بظلاله على موائد إفطارهم وسحورهم رغم تحسن قدرتهم الشرائية مقارنة برمضان الماضي، بعد ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية فور تحرير سوريا من النظام البائد.
صعوبة الحصول على المال
لا شكّ أنّ رواتب الموظفين لا تزال غير كافية لسد احتياجاتهم، خاصة وأن الشهر الفضيل له طقس مميز لدى أهالي حلب هذا من جهة، ومن جهة أخرى صعوبة الحصول على المال نقداً من البنوك والمصارف، إلا بأرقام بسيطة جداً، نظراً لاتباع المصرف المركزي على ما يبدو سياسة معينة في هذا الاتجاه.
جولة سريعة
رصدت صحيفة الثورة، في جولة لها في أسواق حلب ارتفاع أسعار بعض السلع وانخفاض وثبات أخرى، لكن تبقى معظم السلع متراجعة بنحو الضعف تقريباً مقارنة برمضان العام الماضي.
وارتفعت أسعار الخضر بأنواعها بصورة ملحوظة نتيجة زيادة الطلب عليها، حيث ارتفع سعر كيلو البندورة على سبيل المثال من ٤آلاف ليرة إلى ٧آلاف، وزاد كيلو الكوسا نحو ٤ آلاف ليرة ليصل إلى نحو ١٢ ألف ليرة، فيما زاد سعر البطاطا بنحو ألف ليرة ليصل إلى نحو ٤آلاف ليرة، بينما حافظ الباذنجان على سعره مدة طويلة قبل أن ينخفض نحو النصف ويصل إلى ٨ آلاف ليرة، لتبقى العلامة الفارقة زيادة أسعار جرز “البقدونس والنّعناع والبقلة والفجل”، وكذلك الخس ارتفع بشكل ملحوظ، وجرزة البقدونس إلى وصلت ٥ آلاف ليرة قبل أن تنخفض إلى النصف حالياً.
وحافظت الحبوب والمواد الغذائية الأخرى على أسعارها، وبقي سعر كيلو الأرز المصري عند حدود ٩آلاف ليرة، وكيلو الطحين عند ٥آلاف ليرة، والسكر عند ٧ آلاف ليرة، لينخفض كيلو العدس إلى نحو ١٠آلاف ليرة، والبرغل عند ٧آلاف ليرة.. في حين انخفضت أسعار اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء بما لا يقل عن النصف مقارنة برمضان الماضي.
الراتب والزيادة الموعودة
ويرى عدد ممن التقينا بهم من المواطنين، أنهم لمسوا تحسناً في أسعار السلع في الأسواق، بسبب المنافسة وزيادة البضائع الأجنبية المستوردة والتي كانت محظورة بعهد النظام البائد، ورغم تواضع قيمة الراتب الذي يتقاضاه الموظف، على حد قولهم، إلا أنّ الكثير منهم باتوا قادرين على شراء ضعف البضائع التي كانوا يتسوقون منها في السابق.في حين يرى البعض الآخر أن الراتب بالكاد يكفي لتغطية مائدة الإفطار لمدة أسبوع، الأمر الذي يجعلهم عاجزين عن تبادل “العزومات” مع الأقارب والأصدقاء لصعوبة تغطية نفقات الطعام والضيافة، آملين في الوقت نفسه بالزيادة الموعودة من الإدارة الجديدة لتحسن مستوى دخلهم ومعيشتهم.
الحركة مقبولة
بدورهم أصحاب المحال أن حركة السوق هذا العام مقبولة نوعاً ما مقارنة برمضان الماضي، فالأسعار انخفضت بشكل ملحوظ، لكن تبقى القدرة الشرائية لدى الناس هي العقبة الأساس لأنهم في المجمل لا يمتلكون سيولة مالية كافية لسد احتياجاتهم.
وأضافوا: كلما انخفضت أسعار المواد الأولية، وفقاً لسعر الصرف، يتم تخفيض الأسعار، وهذا الانخفاض في الأسعار ينعش الأسواق، مؤكدين في الوقت نفسه أنّ تثبيت سعر الصرف بات حاجة ملحة لحماية المستهلك.
أسواق الخير لتخفيف الأعباء
وزارت “الثورة” سوق رمضان الخير في خان الشونة بحلب، الذي تشرف عليه وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ضمن سلسلة معارض، ويضم العديد من المواد التي تحتاجها الأسرة وتعرض بهوامش ربح بسيطة، وعروض عديدة مباشرة من المنتج إلى المستهلك بأسعار مخفضة، ويمكن للمستهلك أن يوفر في أسعار السلع التي يشتريها ما بين ٣٠% إلى ٤٠% مقارنة بأسعار تلك البضائع في الأسواق.