الثورة – ناصر منذر
من دون ارتدائها “سترة واقية للرصاص” هذه المرة، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق اليوم، وهي الزيارة الثانية لها منذ سقوط النظام المخلوع، وفور وصولها أعادت الوزيرة الألمانية افتتاح سفارة بلادها بعد إغلاق دام ثلاثة عشر عاما.
وقد استقبل السيد الرئيس أحمد الشرع، و وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني، الوزيرة الألمانية، والوفد المرافق لها، بينهم نائب رئيس البرلمان الأوروبي آرمين لاشيت في قصر الشعب بدمشق. وفق ما ذكرته وكالة سانا.
وبحسب ما ذكرته الخارجية الألمانية، فإن مباحثات بيربوك مع الرئيس الشرع والوزير الشيباني، ستتناول القضايا السياسية والأمنية في ظل التطورات الأخيرة. كما ستلتقي بيربوك ممثلي المجتمع المدني في سوريا.
ولا شك بأن المباحثات ستتناول أيضا، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، لاسيما وأن ألمانيا سبق وأكدت في أكثر من مناسبة على رغبتها في التعاون مع القيادة الجديدة لضمان الاستقرار ودفع عجلة النمو الاقتصادي، وهذا من شأنه إيجاد أرضية ملائمة تمكن الدولتين السورية والألمانية من نسج علاقات تعاون متين مبني على أسس صحيحة، تخدم مصلحة الشعبين في كلا البلدين.
وعقب وصولها إلى دمشق، زارت بيربوك حي جوبر، واطلعت على آثار الدمار الذي خلفه قصف النظام البائد، كما أكدت في تصريحات صحفية، أن مستقبل البلاد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي، لافتة إلى أن التدخلات الأجنبية في سوريا لم تؤدِّ إلا إلى الفوضى.
وأشارت إلى أن الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع ستواجه تحديات صعبة، مشددة على ضرورة تحقيق عدالة انتقالية فعالة تضمن محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد. داعية جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم تقويض جهود المصالحة الداخلية، مشددة على أن المصالحة الوطنية ضرورية الآن لتحويل تطلعات السوريين إلى واقع.
كما أشادت بيربوك بالاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية بشمال شرق البلاد، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يظهر أن سوريا الموحدة يمكن أن تصبح حقيقة.
وكان المبعوث الألماني إلى سوريا ستيفان شنيك، قد أعلن في منشور على صفحته بمنصة “اكس” اليوم افتتاح السفارة الألمانية في سوريا رسميا، وقال:” يسعدنا العمل عن كثب مع جميع السوريين من أجل سوريا أفضل”، مشيرا إلى أن فريق السفارة لا يزال صغيراً، لذا ستبقى شؤون التأشيرات والقنصليات تُدار من بيروت للفترة المقبلة”.
الزيارة الثانية للوزيرة الألمانية- وهي موضع ترحيب- يبدو أنها مختلفة في الشكل عن الزيارة الأولى، إذ بدا عليها الارتياح عند زيارتها لحي جوبر، ولم ترتد سترة واقية للرصاص”، ما يعني أن نظرتها الأولى قد تغيرت تماما، وقد شعرت بجو الآمان في ظل القيادة الجديدة، ونتمنى أن تكون الزيارة مختلفة في المضمون أيضا، من دون إملاء أي شروط سياسية على دمشق، وهذا يكفل النجاح للزيارة، بما يؤسس لعلاقات متوازنة مع سوريا، يسودها الاحترام المتبادل.
وقد خطت الدولة الألمانية خطوات مشجعة باتجاه سوريا، لاسيما على صعيد مساهمتها في تخفيف العقوبات الأوروبية المفروضة على الشعب السوري، والذي يأمل برفعها كاملا، لعدم استمرار مبررات وجودها، وسبق لوزيرة الخارجية الألمانية أن أعلنت على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل قبل أيام أن برلين تعهدت بتقديم 300 مليون يورو كمساعدات لسوريا، مشيرة إلى أن إعادة إعمار سوريا سلميا “مهمة جسيمة”، موضحة أن بلادها ستقدم “للأمم المتحدة ومنظمات مختارة 300 مليون يورو إضافية لهذه العملية السلمية ولصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة”.
#صحيفة_الثورة