الثورة- نور جوخدار:
تعددت الاستراتيجيات والهدف واحد.. جعل غزة غير قابلة للحياة، وبالتالي دفع الغزيين إلى الهجرة القسرية هو أهم أهداف كيان الاحتلال في حربه ضد الفلسطينيين، والذي يحاول مع داعمته الأولى واشنطن تنفيذ خطة ترامب بتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” وتهجير سكانه إلى دول أخرى.
ومع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن خطته لطرد الفلسطينيين من أرضهم وديارهم، كما أن القمة العربية الطارئة تبنت خطة مصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ورفض الترانسفير الفلسطيني، إلا أنه في الخفاء تتواصل المحاولات الأميركية- الإسرائيلية لنقل الغزيين إلى دول أخرى من شرق إفريقيا.
وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن ” أرض الصومال” لا تمانع في استيعاب أهالي قطاع غزة لديها شريطة الاعتراف بها، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن وزير خارجية الإقليم عبد الرحمن ضاهر قوله: “نحن منفتحون على مناقشة أي مسألة، لكننا لا نريد التكهن بأمور لم تُناقش بعد.. يجب على جميع الدول المهتمة بمناقشة قضايا معينة معنا أن تُنشئ أولا علاقات عمل معنا وأن تفتح بعثات دبلوماسية في أرض الصومال.”
على ما يبدو أن “أرض الصومال”, التي أعلنت الانفصال عن الصومال عام 1991 وللكيان علاقات وثيقة معها، تحاول استغلال الأوضاع في غزة لتحقيق مكاسب سياسية مع الولايات المتحدة و”إسرائيل” ووفقا لضاهر: “الأهم بالنسبة لنا هو الحصول على اعتراف بعد أن نظهر للعالم أننا دولة محبة للسلام وديمقراطية، دولة مستقلة منذ 33 عامًا.”
وكانت وكالة أسوشيتد برس كشفت في تقرير لها نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” تواصلتا مع مسؤولين في 3 دول بشرق أفريقيا وهي السودان والصومال وإقليم “أرض الصومال” غير المعترف به دوليا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة، بموجب الخطة المقترحة لما بعد الحرب التي وضعها ترامب.
يشار أيضا، إلى أن واشنطن تطمح إلى إقامة قواعد عسكرية في ما يسمى” أرض الصومال” والسيطرة على باب المندب حيث تقع قبالة خليج عدن.
ومع استئناف “إسرائيل” عدوانها على قطاع غزة، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي، أن الهدف من تهجير الفلسطينيين لم يتراجع لدى الإسرائيليين، وأن عودة الحرب تؤكد أنه “هدف دفين ولا زال في قلب وعقل المخطط الصهيوني الديني بشأن غزة والضفة الغربية” وأن “أعمال إسرائيل الوحشية في قطاع غزة تأتي تعبيرا عن إصرارها على مخالفة قواعد القانون الدولي وعدم احترامها لتعهداتها والاتفاقيات الموقعة وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.”
وأما الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، فيعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى الاستمرار في موقفه التصعيدي حتى يظهر نفسه “كبطل” استطاع أن يطيح بحماس، لأن غير ذلك سيكون بمثابة الضربة القاضية التي تنهي حياته السياسية خاصة في ظل الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة ضده.
ووفقا لـجبارين فإن نتنياهو ذهب إلى الحرب على غزة لأهداف سياسية انتخابية ائتلافية في المقام الأول، رغم تذرعه بأهداف إستراتيجية للكيان.
وأثار قرار استئناف الحرب احتجاج وغضب الشارع الإسرائيلي حيث شهدت الشوارع من تل أبيب إلى القدس أكبر مظاهرة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع في تشرين الأول 2023 ورفعت فيها شعارات ضد الحرب وضد عودة إيتمار بن غفير للحكومة وزيرا للأمن القومي.
ولكن يبدو أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ فعليا على الأرض ما يسمى “بخطة الجنرالات” التي اقترحها الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي غيورا آيلاند على نتنياهو، لتهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، ثم يتم تحويله بعدها إلى “منطقة عسكرية مغلقة” بزعم القضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة حماس في القطاع.
#صحيفة_الثورة