الثورة – ناصر منذر:
في خرق إسرائيلي جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم بلدات حولا ومركبا ويحمر الشقيف جنوب لبنان، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، التي أشارت إلى سقوط 10 قذائف إسرائيلية في يحمر الشقيف وأرنون وكفرتبنيت، فيما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن دوي صفارات إنذار بمراكز اليونيفيل في دير سريان وعدشيت.
وأوضحت الوكالة أن قصفاً مدفعياً معادياً استهدف بلدة الخيام، وأن ثلاث قذائف ميركافا استهدفت البلدة، كاشفة عن أن العدو أطلق رشقات رشاشة في اتجاه حولا، مركبا وكفركلا.
جيش الاحتلال الإسرائيلي، زعم أن ذلك جاء رداً على إطلاق خمسة صواريخ تم إطلاقها من لبنان على بلدة المطلة الحدودية، وأنه اعترض ثلاثة منها.
وكان مواطن لبناني قد أصيب أمس الجمعة برصاص أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي على سيارة مدنية بين بلدتي كفركلا والعديسة، في قضاء مرجعيون في الجنوب، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام ما شكل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبها ذكرت قناة العربية أن قوات إسرائيلية بتلة الحمامص فتحت النار تجاه مركبا وحولا جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الطيران الإسرائيلي حلَّق فوق القطاع الشرقي، كاشفة عن اتصالات لبنانية مع اللجنة الخماسية لمنع التصعيد مع إسرائيل.
وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حمَّل من جانبه، الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجمات الصاروخية من أراضيها، وهدَّد الحكومة اللبنانية بقصف بيروت بحال تكرار الهجمات، وقال: “لن نسمح بواقع إطلاق النار من لبنان على بلدات الجليل، لقد وعدنا بالأمن في بلدات الجليل، وهذا بالضبط ما سيحدث، المطلة سيقابلها بيروت وتتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها”. مشيراً إلى أنه أوعز لجيشه بالرد وفقاً لذلك.
وفي بيروت حذَّر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن سلام أجرى اتصالاً بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، مشدداً على “ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم.
كما أجرى سلام اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي ١٧٠١، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان”.
يشار إلى أنه رغم سريان اتفاق لوقف النار بين إسرائيل ولبنان، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 1188 خرقاً له، ما خلّف 94 قتيلاً و300 جريح على الأقل، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استندت فيه على بيانات رسمية لبنانية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد شنت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عدواناً على لبنان، تحول لاحقاً لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 قتيلاً و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصلت قوات الاحتلال من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافاً للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
