الثورة – هراير جوانيان:
قاد نجم منتخب إنكلترا ونادي آرسنال، ديكلان رايس، فريقه لفوز عريض على ضيفه ريال مدريد (3-0) في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا بتسجيله ثنائية، ولم يتوقع أحد أن يصبح هذا اللاعب حديث الجماهير الرياضية ووسائل الإعلام العالمية، ليسهل المهمة كثيراً على فريقه غداً في لقاء العودة في البرناببيه.
وجاء تألق رايس بسبب الخطورة التي شكّلها على حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا الذي عانى من النجم الإنكليزي، بسبب تحركاته المثيرة وربطه بين خطوط ناديه آرسنال، بالإضافة إلى ميزة اشتُهر بها خلال السنوات الماضية، وهي إتقانه تنفيذ الركلات الحرة، بعدما نجح في تسجيل هدفين متتاليين.
ولم تكن حكاية رايس مفروشة بالورود في عالم كرة القدم، بل على العكس تماماً، فقد أراد والده أن يلعب في صفوف تشيلسي، وسجله في أكاديمية الفريق اللندني عام (2006) وتدرج في الفئات السنية، لكنه وجد نفسه عرضة للتهميش والنسيان، رغم أنه يمتلك المهارة الفنية، التي تجعله يلعب مع الفريق الأول الأمر الذي جعله غاضباً، ليستمع هذه المرة إلى نصيحة والدته، التي طالبته بالموافقة على العرض المقدم من وستهام يونايتد.
ورحل رايس إلى وستهام في صيف عام (2015) وأصبح أحد أساطير الفريق اللندني، لكنه دخل في حالة اكتئاب كبيرة، نتيجة قراره بتمثيل منتخب إنكلترا، رغم أنه لعب ثلاث مباريات مع منتخب جمهورية أيرلندا، بسبب الجماهير الرياضية، التي وصفته بـ(الخائن) لبلده، وفضّل اللعب مع منتخب الأسود الثلاثة في عام (2019).
وفي صيف عام (2023) تدخل والد ديكلان مرة أخرى في شؤون نجله، بعدما طالبه بالاستماع إلى عرض آرسنال، بعدما رفض تجديد عقده مع وستهام يونايتد، ليقرر قائد خط الوسط الموافقة على الذهاب إلى المدفعجية، في صفقة جعلته يدخل تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد وصولها إلى أكثر من (100) مليون جنيه إسترليني، ونتيجة تخلصه من الاكتئاب والضغوط، التي حاربها ديكلان خلال رحلته في عالم كرة القدم، بفضل وقوف عائلته إلى جانبه والعمل الجاد والدؤوب، استطاع أن يصبح أحد أبرز مفاتيح لعب المدرب الإسباني، ميكيل أرتيتا، الذي أعطاه كامل الثقة، ليتمكن من وضع بصمته أمام ريال مدريد.