ما الذي يجعل المرء يرتقي بسلوكه وفعله في بيئته ومجتمعه سوى إحساسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن دوره لابد أن يكون إيجابياً، ما يدفعه ليكون فاعلاً ومنفعلاً في دعم خطوات التعافي والتشبيك للنهوض بالمجتمع وفق أولويات الحاجة ومتطلباتها.
وإذا ما نظرنا لما يقوم به الشباب التطوعي بمراحله العمرية على امتداد جغرافية الوطن، ضمن إطار العمل الأهلي في مختلف المناطق والأحياء، ونرى كيف يعكس قيم التعاون والتشارك والمساعدة في هذه الظروف الصعبة بدءاً من حملات النظافة ضمن الحدائق العامة والمستشفيات والمؤسسات، وغيرها من البنى التحتية التي تحتاج لوصل الشرايين، وتعبيد الجسور من خلال همة وعزيمة الأبناء، ونلحظ كم السعادة في عيونهم وهم يؤدون أبسط الواجبات، غير أن دلالاتها أكثر عمقاً بوجدان المجتمع.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نفذ مؤخراً مجموعة من شبابنا المتطوع في إحدى حدائق مزة جبل حملة تنظيف وحفر وتعشيب لمساحتها الواسعة، بدافع ذاتي، ما غير وجه الحديقة نحو الأفضل، وبالتالي أثار هذا الفعل فضول البيئة المحيطة وجعلهم يحرصون على بقائها نظيفة من خلال مراقبتهم لها باستمرار.
ولم يقتصر سلوك الشباب المؤمن ببلده على هذا المكان فقط، بل تعداه إلى أكثر من منطقة في العاصمة دمشق وريفها، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة.
كلنا يعلم أهمية دور المجتمع المحلي والأهلي وقدرته على التأثير والتغيير الإيجابي في أوقات السلم والأزمات على السواء، ما يجعل عنوان التكافل الاجتماعي خطوة متقدمة تعبر عن الرغبة في الحياة، وخطوة ناجحة أثبتت جدواها في قاموس الغيرية الوطنية والعادات والتقاليد التي تحض على العمل الصالح، والأخلاق الرفيعة، حين يؤازر المجتمع بعضه بعضاً.